الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الثبات على الاستقامة.. السبل والوسائل

السؤال

حضرة العلماء في موقع الشبكة الإسلامية: جزاكم الله خيرا ابتداء على جهدكم الطيب.
أنا شاب عمري 23 سنة، وقد تخرجت من الجامعة، وحصلت على شهادة في الهندسة، ما يحصل معي هو التالي: وهو أني كلما هداني الله عز وجل لطاعته والتزام طريق الحق، وفتح علي سبحانه فإني لا ألبث حتى أضل، مع أني والحمد لله أقرأ أذكار الصباح والمساء والنوم، وأحافظ على الصلوات في المسجد، وأقرأ القرآن، وأحفظ منه بشكل يومي، لكنني سرعان ما أضل وأعصي الله، فأشاهد الأفلام الإباحية، وأشترك في مواقع للتعرف بالفتيات ومراسلتهن، وإني كلما تبت إلى الله عدت إلى هاتين المعصيتين على الأخص، وإلى معاص كثيرة على الأعم، وإني يا حضرة العلماء الأفاضل لا أجد صحبة صالحة في منطقتي تعينني على طاعة الله واجتناب معصيته، ولا أجد عملا أشتغل به في تخصص الهندسة رغم أني بحثت، ولا أزال أبحث عن عمل ولو براتب رمزي، ولا أجد من المال ما أشتري به كتبا دينية، أشغل بقراءتها وقتي، وهذا الأمر يحصل معي للمرة الرابعة أو الخامسة، فإني كلما هداني الله وتبت إليه؛ فإني لا ألبث مطولا حتى أعود أسوأ مما كنت عليه.
وإني أريد التزام طريق الحق وطاعة الله عز وجل، ولكن الفتن والشهوات تحوم من حولي، وتفتك بي كلما أردت اتباع الحق.
فأرجوكم الرجاء الحار أن تنصحوني ماذا أفعل كي أستقيم وأثبت على طريق الحق؟ وكيف أجتنب فعل المعاصي التي ذكرتها على الأخص، والمعاصي كلها بشكل عام؟
وأرجو من حضراتكم أن توضحوا لي الأمر، وألا تختصروا إجابتكم. وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تستعين بالله تعالى، وتديم التضرع له واللجأ إليه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، فأكثر من دعائه والابتهال له، فإن ذلك من أعظم ما يعينك على الاستقامة وسلوك طريق الحق، ثم جاهد نفسك واحملها على مخالفة هواها ومجانبة تلك الشهوات، وفعل ما تكره من الطاعات، حتى تعتاد ذلك وتتمرن عليه، ويصير ذلك جبلة فيها. فبالمجاهدة يتيسر العسير، ويحصل ما ترجوه -إن شاء الله- كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}

وأدم الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام؛ فإن ذلك من أعظم ما يرقق القلب، ويبعث على فعل الخير ومجانبة الشر، وتفكر في أسماء الرب وصفاته، وأكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، واشغل نفسك بالنافع من الأقوال والأعمال، كحفظ القرآن مثلا، كما يمكنك سماع المحاضرات النافعة، وما أكثرها على شبكة الإنترنت، وكذا يمكنك قراءة ما ينفعك من الكتب المناسبة لمستواك العلمي، وبخاصة فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى، ولن تعدم بالبحث صحبة صالحة تعينك على طاعة الله تعالى وتأخذ بيدك وناصيتك إلى الخير، وذكر نفسك قبح المعاصي وخطورة عاقبتها، وأنها تفضي بالعبد إلى الهلاك إن هو استرسل معها وانهمك فيها، نسأل الله أن يشرح صدرك، ويهديك صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني