الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أي الأمرين أسبق: تطاير الصحف أو الحساب؟

السؤال

أيهما أول: تطاير الصحف أو الحساب؟.
أجيبوني وفقكم الله. أنا أصمم مقاطع فيديو في مجال الدعوة، ومحتارة في هذه النقطة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على الدعوة إلى الله تعالى بالوسائل المتاحة لك، وجعل ذلك في ميزان حسناتك.

وقد بينا بالترتيب ما يحدث للعبد من بعد الموت إلى أن تقوم الساعة ويدخل الجنة أو النار، وذلك في الفتوى رقم: 17811، فراجعيها.

وبخصوص ما سألت عنه، فالذي عليه كثير من أهل العلم أن الحساب يكون أولا، جاء في شرح لامية ابن تيمية: ذكر بعض أهل العلم أن بعد الحساب تتطاير الصحف، فمن الناس من يأخذ كتابه بيمينه، ويطير به فرحاً {هَاؤُمُ اقْرَؤوا كِتَابِيَهْ} [الحاقة:19] ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله ووراء ظهره. اهـ

وفي إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للفوزان: ... ثم البعث والنشور، والقيام من القبور، ثم الوقوف في المحشر، ثم الحساب، ثم الميزان، ثم تطاير الصحف فالمؤمن يأخذ كتابه بيمينه وغير المؤمن يأخذ كتابه بشماله... اهـ

وفي شرح لمعة الاعتقاد للمحمود: بعد الحساب وبعد الموازين وبعد نشر الدواوين تتطاير الصحف التي هي نتائج ذلك الحساب وتلك الموازين. اهـ

وفي شرح الاقتصاد في الاعتقاد ـ للراجحي: وبعد الحساب تعطى الصحف وتتطاير بالأيمان وبالشمائل. اهـ

ومنهم من قال إن الحساب منه ما يكون قبل تطاير الصحف ومنه ما يكون بعد ذلك.

جاء في شرح الطحاوية لصالح آل الشيخ: وبعد الحساب الأول تتطاير الصحف، والحساب الأول من ضمن العرض؛ لأنه فيه جدال ومعاذير، ثم بعد ذلك تتطاير الصحف ويؤتى أهل اليمين كتابهم باليمين وأهل الشمال كتابهم بشمالهم فيكون قراءة الكتاب، ثم بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب أيضا لقطع المعذرة وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب. اهـ

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني