الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل الجوارح الظاهرة دليل على حالة الإنسان الباطنة

السؤال

كثير من الناس يقولون أنا قلبى نظيف والمهم الإيمان في القلب وقد يتراجع الإنسان عن بعض الطاعات ويقل حرصه عليها ويقول: أنا من الداخل لم أتغير وإن تغير الظاهر. يقول شيخ الإسلام بن تيمية:إن هذه الأمور الظاهرة والباطنة بينهما ولابد ارتباط ومناسبة وإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة وما يقوم بالظاهر من سائرالأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً. كيف أرد على من يقول بأن الظاهر لايؤثر على الباطن مسترشدة بكلام ابن تيمية ومستعينة بالكتاب والسنة وأقوال أهل العلم إن تيسر ذلك ؟ جزاكم الله خيراً..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن عمل القلب وصلاحه من أهم الأمور التي يجب على العبد الاعتناء بها. قال تعالى: (ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) [ الشعراء : 87 ـ 88ـ 89 ] وصاحب القلب السليم هو صاحب الطاعة والعمل المستقيم، لأن الظاهر تابع للباطن، فإذا فسد الظاهر دل ذلك على فساد في الباطن ولا عكس لأنه قد يحمل العبد عمله وباطنه فاسد كما هو حال المنافقين. والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه سلم: ( لتسون بين صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم. ) فجعل تسوية الصفوف وعدمها متعلقة باتحاد القلوب واختلافها. وقد روي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه سلم قال: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فقد دل الحديث على أن الله ينظر إلى أعمال البدن كما ينظر إلى القلب. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني