الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أتعرض للتحرش الجنسي.
ماذا أفعل تجاه هذا الأمر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا نوصيك أولا بتقوى الله تعالى، فإنها سبب في المخرج من كل ضيق، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.

هذا أولا.

ثانيا: عليك بالإكثار من الدعاء، والالتجاء إلى الله، فإليه المهرب عند البلاء، وقد وردت في السنة أدعية لرد ظلم المعتدين، فراجعها في الفتوى رقم: 20343.

ثالثا: احرص على الحزم، ومواجهة المعتدي مواجهة الرجال.

قال الشيخ عبد العزيز السلمان في كتابه "مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار" وهو يتحدث عن الغضب، وأنه قوة يدفع بها الإهانة والخطر: الأذى إذا جاءنا لا يدفع إلا بالغضب، والشر إذا نالنا لا يدفع إلا بالغضب، وحماية الدين، والأعراض، والشرف، والكرامة لا تدفع إلا بالغضب للحق، فمن فقد قوة الغضب بالكلية، أو ضعفت فيه الحمية، فهو ناقص، محلول العزم، مفقود الحزم، معدوم الرجولة. اهـ.

رابعا: احذر الجبن والعجز، فهما خصلتان ذميمتان كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منهما، روى البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.

خامسا: تجنب الوحدة، فإنها مظنة الجرأة على الشخص، والاعتداء عليه. واستقم على الحق والدين، واحرص على صحبة الصالحين ومجالستهم، فإنك بذلك تكتسب الهيبة، وتعظم في نفوس الآخرين.

سادسا: إذا لم تكن متزوجا، فبادر بالزواج ما أمكنك، ففي الزواج خير عظيم، وهو أيضا مما يمكن أن تكتسب به هيبة في نفوس الخلق.

نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يرد عنك كيد الأشرار.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني