الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام مجامعة النائم والإحساس بالبلل وعدم وجود شيء

السؤال

أنا شاب عمري 15 سنة في صف الأول الثانوي أريد تفسيرا لحلمي: حلمت بأنني أجامع امرأة، لكنني لم أصل إلى شهوتي، وعندما استيقظت من النوم أحسست بسائل في ملابسي، ولكنني لم أجد شيئا، مع العلم أنني أمارس العادة السرية في الأسبوع مرتين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نشكرك على الاتصال بنا ـ بارك الله فيك ـ ونعتذر عن تفسير الحلم، لأن تفسير الأحلام ليس من اختصاصنا، ولكنا ننبه إلى حرمة العادة السيئة، وإلى وجوب السعي في التخلص منها، ثم إنه لا مؤاخذة فما يراه النائم في نومه من قيامه بأمر محرم عليه لو كان في اليقظة؛ كمجامعته لمن لا تحل له أو نحو ذلك، ولا يترتب عليه إثم، لرفع القلم عنه، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث:... وعن النائم حتى يستيقظ......... رواه الترمذي والنسائي وأبو داود، وصححه الألباني.
أما السائل الذي ذكرت: فإن كان خرج بالفعل وتيقنت أنه ليس منيا، فلا يجب منه الغسل، ولكن يجب منه غسل الذكر، ففي المدونة: وقال مالك: من انتبه من نومه، فرأى بللاً على فخذيه، وفي فراشه، قال: ينظر، فإن كان مذياً توضأ، ولم يكن عليه الغسل، وإن كان منياً اغتسل، قال: والمذي في هذا يعرف من المني، قال: وهو بمنزلة الرجل في اليقظة إذا لاعب امرأته إن أمذى توضأ، وإن أمنى اغتسل، قال: وقد يكون الرجل يرى في منامه أنه يجامع فلا يمني، ولكنه يمذي. انتهى.

وأما إن لم يخرج شيء، فلا يلزمك شيء، لما رواه أحمد من حديث عائشة ـ رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما؟ قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يرى بللا؟ فقال: لا غسل عليه.
ولبيان الفرق بين المني والمذي انظر الفتوى رقم: 34363.

وإذا شككت في هذا الخارج، فإنك تتخير فتجعل له ـ حكم ما شئت على ما نفتي به ـ وانظر الفتوى رقم: 64005.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني