الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوع العطر الذي كان يتعطر به النبي صلى الله عليه وسلم وسبب تعطره

السؤال

هل تطيب النبي صلى الله عليه وسلم كان من أجل أن يبعد الشيطان عنه؟ وما نوع العطر الذي كان يتطيب به النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دليلا صحيحا على أن إبعاد الشيطان هو سبب تطيب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر العلماء عللا لمحبته الطيب:

قال ابن رجب في شرح حديث لبيك اللهم لبيك: وَالنِّسَاء وَالطّيب فيهمَا قُوَّة للروح بِخِلَاف الطَّعَام وَالشرَاب فَإِن الْإِكْثَار مِنْهُمَا يقسي الْقلب ويفسده وَرُبمَا أفسد الْبدن. انتهى.

وقال السندي في حاشية سنن النسائي: وَأما الطّيب فَكَأَنَّهُ يُحِبهُ لكَونه يُنَاجِي الْمَلَائِكَة وهم يحبونَ الطّيب، وَأَيْضًا هَذِه الْمحبَّة تنشأ من اعْتِدَال المزاج وَكَمَال الْخلقَة، وَهُوَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَشد اعتدالا من حَيْثُ المزاج. انتهى.

وقال العثيمين في شرح رياض الصالحين: والطيب لا شك أنه يفتح النفس ويشرح الصدر ويوسع القلب ويسر الجليس، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الطيب حتى قال حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة، فينبغي للإنسان أن يستعمل الطيب دائما لأنه علامة على طيب العبد، فإن الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإذا أهدى إليك الطيب فلا ترده. انتهى.

وفي الصحيحين عن عائشة: ... وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ؛ (يعني غير الطيب، كما ذكر الشراح).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعطر بأنواع من العطر لا بنوع واحد، وانظر الفتوى: 23236.

وراجع (بَابُ مَا جَاءَ فِي تَعَطُّرِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) من شمائل الترمذي، وشرحه: جمع الوسائل للملا علي القاري؛ فقد شرح ذلك فأبان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني