الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شهادة امرأة بالرضاع

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمهناك شاب مسلم ملتزم تزوج بامرأة قبل عشر سنوات بموجب عقد زواج صحيح ورزق منها ثلاثة أطفال إلا أنه في هذه الأيام جاءت امرأة مسنة وأخبرته بأنها قد أرضعت هذا الشاب في أوائل أيام ولادته قبل ثلاثين سنة لمدة أربعة أيام في كل يوم مرتان علماً بأن هذه الأخيرة المرضعة هي أخت شقيقة لزوجة هذا الشاب وهو يصدقها في دعواها لأنها امرأة ملتزمة وعدلة.السؤال... ماهو الحكم الشرعي لهذه المسألة؟ وماذا يجب عليه ؟نرجو من فضيلتكم الإجابة على إختلاف المذاهب مع ذِكر دليل كل مذهب وترجيح القول الراجِح إن إمكن؟ جزاكم الله خير الجزاء...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في شهادة امرأة واحدة على الرضاع، فجمهور الفقهاء على أن شهادتها لا تقبل، على خلاف بينهم فيما يثبت به الرضاع، فعند الحنفية أن الرضاع يثبت بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين عدول. وعند الشافعية يثبت بشهادة أربع نسوة، وعند المالكية يثبت برجل وامرأة، وبامرأتين إن فشا ذلك قبل عقد النكاح.
وخالف الحنابلة الجمهور، فذهبوا إلى ثبوت الرضاع بشهادة المرأة المرضعة، وهذا القول هو الراجح، ودليله حديث عقبة بن الحارث رضي الله عنه أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب قال: فجاءت أمة سوداء فقالت: قد أرضعتكما، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني، قال: فتنحيت فذكرت ذلك له، قال: وكيف وقد زعمت أن قد أرضعتكما فنهاه عنها. رواه البخاري وترجم عليه: باب شهادة المرضعة.
وبناء على ما تقدم فإن الواجب على هذا الرجل مفارقة هذه المرأة وفسخ النكاح، وما كان من أولاد فإنه يلحق به لشبهة النكاح، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 1566 - والفتوى رقم: 18149.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني