الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توظيف النساء ووجود الطلبة من الجنسين في قاعة واحدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة اللهنويت أنا ومعي مجموعة من الأقارب والأصدقأء أن ننشيء شركة كمبيوتر، معهد يدرس أحدث علومه ونويت أن يكون هذا العمل لوجه الله حتى أنفع به وطني، فهل يجوز لي أن أوظف فتيات محجبات وهل يجوز أن تكون الدراسة مختلطة داخل القاعة لكن الأولاد والبنات كل فى جانب وما هو موقفي إن كانت الإجابة بلا ولم يرض شركائي ولم أستطع إقناعهم لأنه وبالرغم من أننا نعيش في بلد مسلم وعربي إلا أنه لا يرى في الاختلاط شيء فكيف سأسبح وحدي ضد التيار؟ وشكراً...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن لم تكن هنالك حاجة لتوظيف النساء في هذا المعهد فلا شك أن الأولى توظيف الرجال، لما يترتب على توظيف النساء من محاذير شرعية، ولأن عمل المرأة له شروط لا بد من توفرها.
وإن كانت هنالك حاجة لتوظيفهنَّ كالحاجة إليهنَّ للتعامل مع الطالبات ونحو ذلك فلا بأس في توظيفهنَّ إذا التزمن بالحجاب الشرعي ولم يختلطنَ بالرجال ولم يخرجن متعطرات، وغير ذلك من الضوابط الشرعية.
ولمزيد من الفائدة عن ضوابط عمل المرأة تراجع الفتوى رقم: 3859، هذا فيما يتعلق بتوظيف الفتيات.
أما وجود الطلاب والطالبات في قاعة واحدة مع وجود تمايز بينهم في المدخل والمخرج والمجلس فلا حرج -إن شاء الله- في ذلك؛ إلا أنه لا بد من تحقق شروط أخرى من لبس الطالبات للحجاب الشرعي وعدم تعطرهن أو لبسهن للزينة، فإن توفرت هذه الضوابط فبها ونعمت، وإلاَّ لم يجز إنشاء هذا المعهد على حال لا يرضي الله تعالى، لما يترتب على ذلك من الشر والبلاء ونشر الفساد.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
17191.
ثم إننا ننبه الإخوة القائمين على إدارة هذا المعهد على الحرص على مراعاة شرع الله في هذا العمل، والبعد عن جمع النساء مع الرجال في مكان واحد مهما أمكن ذلك، كما أننا ننبه الأخ السائل إلى السعي الجاد في إقناع أصدقائه بمراعاة الضوابط الشرعية في إنشاء هذا المعهد، فإن استجابوا فالحمد لله، وإن رفضوا لم يجز له مشاركتهم في هذا العمل، ولعل الله تعالى أن يعوضه خيراً مما تترك، كما أن عليه أن يلتزم بالحق ولو رفضه كل الناس، وليسترشد بقول الفضيل بن عياض رحمه الله، حيث قال: الزم طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين.
نسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والسداد والبر والرشاد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني