الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من التكذيب بالسنن الثابتة

السؤال

صديقي دائمًا يكذب الأحاديث الصحيحة التي تتعارض مع أفكاره القذرة؛ فهو يحاول أن يكذب الأحاديث التي تمنع النظر للحرام، والأحاديث التي تتعلق بالصلاة، وهو يكره السنة، ويخاف من كلام الناس أكثر من الله، وكل شيء عنده عيب الناس والناس، فهل هو منافق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما وصفت؛ فإن صاحبك هذا على خطر عظيم، فإن التكذيب بالسنن الثابتة وجحدها من علامات أهل الأهواء -عياذًا بالله- فعليك أن تناصحه، وتبين له خطر ما هو مقيم عليه من البدعة العظيمة، وتبين له أن الواجب عليه التسليم لحكم الله ورسوله، والإذعان لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- برواية الثقات العدول، وأن يرد هذا الأمر -نعني: القول في صحة الأحاديث وضعفها- إلى أهل العلم بهذا الشأن الراسخين فيه المتضلعين منه، كما قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}. فإن هو استمر على هذا المسلك الوخيم، فاحذر صحبته ومخالطته؛ لئلا يضلك أو يفتنك، ولا تصحب إلا أهل الخير الذين يعظمون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتحاكمون إليها اتباعًا لقوله تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء:65}. ولا تنشغل بالحكم عليه، ولا على غيره، ولكن اشغل نفسك بما ينفعك، وناصحه وبين له خطأه وضلاله فيما يعتقده؛ فهذا هو الواجب عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني