الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكسب من مواقع تصفح الإعلانات

السؤال

لقد قرأت فتواكم على الشركات الربحية من الإنترنت، ولم أجد ما ينطبق على الشركة التي أعمل معها، وهي شركة paidverts، نظام عمل الشركة متمثل في تبادل الإعلانات بين الأعضاء، أنا مثل كل الأعضاء في الشركة؛ أقوم بشراء حزمة إعلانات بـ 1 دولار أتحصل مقابلها على 50 زيارة لموقعي، وتعطيني الشركة مجموعة من النقاط تقدر بـ 3100 نقطة للحزمة، ثم تقوم الشركة بتوزيع الإعلانات على الأعضاء حسب عدد النقاط التي لدى كل واحد، فهي تأخذ على كل إعلان يصلني -مثلًا- قيمته 1 دولار 2000 نقطة، وبذلك يصبح لدي في رصيدي 1100 نقطة، و 1 دولار، يمكنني شراء حزمة إعلانات أخرى به أو سحبه، وبذلك الكل يستفيد من زيارات لموقعه، ويزور مواقع الأعضاء الآخرين، وهي عبارة عن إعلانات لمواقع ربحية ليست إباحية، مع إمكانية تغيير الإعلان إن وجدت فيه أي صور إباحية، ويمكنني دعوة أصدقائي للشركة، وأتحصل في كل حزمة إعلانات يشتريها أحدهم على 0.1 دولار، هذا كل ما أقوم به في الشركة.
أما ما لم أقم به هو شراء ترقية بـ 3 دولارات تدوم لـ 7 أيام، يتم خلالها مضاعفة قيمة إعلانات 0.01 دولار إلى 0.49 دولار، وهناك ترقية أخرى بـ 0.05 دولار تصلك خلالها الإعلانات التي لم يضغط عليها أصحابها، فالإعلانات تدوم فقط 24 ساعة، فإن لم تضغط عليها تذهب إلى أعضاء آخرين، وهذا للحفاظ على نظام الاستمرارية في العمل، ويمكنني سحب أرباحي متى أشاء بأي قدر أريد، فالشركة صادقة، وبها آلاف الأعضاء.
أرجو تبيين حكم التعامل مع هذه الشركة بالتفصيل.
كما أنني سحبت من الشركة مبلغًا معلومًا، واستفدت منه، فإن كان حرامًا، فأرجو تبيين كيفية التخلص منه.
جزاكم الله خيرًا، ووفقكم في مسعاكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاشتراك في نظام الشركة وفق ما ذكر في السؤال غير جائز؛ لما اشتملت عليه تلك الطريقة من الغرر والجهالة، وهي أشبه ما تكون بالقمار، فشراء حزم الإعلانات ولو دون ترقية لا يجوز؛ لأن المشترك يبذل ماله مقابل ما قد يعطاه من نقاط، وما يرجوه من مكاسب قد تتحقق فيغنم، وقد لا تتحقق فيغرم! هذا مع ما قد يشتمل عليه نظام التصفح من غش وخداع لأصحاب الإعلانات؛ إذ المتبادر كون غرضهم اطلاع الجماهير على عروضهم، بينما الواقع أن تلك الشركات تؤجر من يتصفحون تلك الإعلانات بفتحها وإغلاقها فقط، ولا غرض لهم في الاطلاع عليها سوى كسب ما يعطونه مقابل ذلك، وهم نفس الأشخاص في كل الإعلانات، ويتم إيهام الشركة صاحبة الإعلان أنه قد اطلع عليه كثير من الناس بذكر أرقام كبيرة، وحقيقة الأمر أنه اطلع عليه عدد محدود فقط، إن كان قد اطلع عليه فعلًا! وهذا غش وخداع لا يجوز فعله، ولا إعانة فاعله عليه، هذا مع ما قد تتضمنه الإعلانات ذاتها من محاذير شرعية، وإمكانية تبديل الإعلان بعد الاطلاع على ما يتضمنه من محاذير لا يبيح الاطلاع عليه ابتداء.

وبالتالي؛ فلا يجوز الاشتراك في نظام تلك الشركة، ولا جلب الزبناء إليه، ولا الترويج له، والربح المكتسب من وراء ذلك حرام، لكن ما اكتسبته منه قبل العلم بحرمته فلا حرج عليك في الانتفاع به، كما بيّنّا بالفتوى رقم: 277894، وعليك الكف عنه فيما يستقبل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني