الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتقرب إلى الجنة وتتباعد عن النار

السؤال

أي الأولويات في الدين أو العبادات مثل: الأكل أو أداء النافله وغيرها مثل هذا وأتمنى لو تجيبوني بالترتيب مثل رقم واحد كذا والثاني كذا إلى آخره رحمكم الله؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن هذا السؤال لا يمكن إجابته إلا في عدة مجلدات، ولكن نقول: يجب على المرء امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، ويكون ذلك بالمحافظة على الفرائض لأنها أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضتُ عليه. رواه البخاري.
وهي مقدمة على غيرها من النوافل والمندوبات، مع أنها تتفاوت فيما بينها، فأركان الإسلام من الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج ليست كغيرها.
وكذلك المنهيات تتفاوت، فمنها الكبائر الموبقات؛ كالشرك والربا والسحر، ومنها ما هو دون ذلك.
لذا فعلى المسلم أن يبتعد عن كل ما حرم الله تعالى ويحافظ على الفرائض، ويتقرب إلى الله بما استطاع من النوافل، فإن فعل ذلك فقد فاز بمحبة الله ونال رضاه، وقد قدَّم من أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام خطة متكاملة لـ معاذ رضي الله عنه لما سأله عن عمل يدخله الجنة ويبعده من النار، قال: لَقَدْ سألْتَ عَنْ عَظِيمٍ وإنَّهُ لَيَسِيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكاةَ، وَتَصًومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ، ثم قال: ألا أدُلُّكَ على أبْوَابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِىءُ الخَطِيئَةَ كما يُطْفىءُ المَاءُ النارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْلِ، ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16، 17] ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ثم قال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني