الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يصح وما لا يصح من الأحاديث في نسبة الرب تبارك وتعالى

السؤال

ما مدى صحة حديث: لكل شيء نسبة، ونسبة الله: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الحديث بهذا اللفظ ضعفه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة: 7ـ 174ـ وقال: إن لكل شيء نسبة، وإن نسبة الله عز وجل: قل هو الله أحد الله الصمد ـ ضعيف جداً، رواه السلفي في الثاني عشر من المشيخة البغدادية: 49ـ 1ـ عن عثمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوازع ـ يعني: ابن نافع ـ عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، قلت: وهذا إسناد واه جداً، الوازع بن نافع متروك، كما قال النسائي وغيره..... اهـ>

وقد جاء في هذا المعنى ما في الحديث عن أبي بن كعب: أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله: قل هو الله أحد الله الصمد ـ فالصمد الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، ولا شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث، ولم يكن له كفوا أحد ـ قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء. رواه الترمذي والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرج البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بسند حسن عن ابن عباس: أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبد! فأنزل الله عز وجل: قل هو الله أحد.. إلى آخرها، فقال: هذه صفة ربي عز وجل. اهـ.

وفي النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام لمحمد بن علي بن محمد الفقيه الكرجي المعروف بالقصاب المتوفى: 360 ـ سورة الإخلاص: هذه السورة نسبة الرب تبارك وتعالى، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد؛ انسب لنا ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ـ1 ـ اللَّهُ الصَّمَدُ ـ 2ـ إلى آخر السورة، فهو أحد لا ثاني، وصمد لا يأكل، ولا حاجة له به إليه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني