الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جاري يؤذيني بترك ماشيته تأكل حرثي وقد قلت له بذلك كثيرا ورددت على أقربائه ولكن لم ينته فهل لي أن أترك ماشيتي لتأكل من زرعه حتى يعتبر بذلك وينتهي عما يفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أمر المولى عز وجل بالإحسان إلى الجار بحسب الطاقة قال الله تعالى: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) (النساء: من الآية36) .
ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أذية الجار فضلاً عن ظلمه والبغي عليه، وجعل ذلك من الذنوب الموجبة لنقصان الإيمان، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ! قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جأره بوائقه " والبوائق الغش والظلم كما جاء ذلك مفسراً في رواية حديث أحمد
وبناء على هذا؛ فلا يجوز لك أن تؤذي جارك، ولا أن تعتدي عليه؛ لكن إذا رأيت أنه مصر على فعله هذا وبذلت كل الطرق التي من شأنها أن تصده عن اعتدائه ولم تفد فيه، فلا حرج عليك حينئذ في رفع أمره إلى السلطات لرفع ضرره عنك، وأخذ الحق لك منه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني