الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهم ما يُطلب في المتقدم للزواج

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) فهل الترتيب صحيح في هذا الحديث ( خلقه ودينه) أم ( دينه وخلقه).وما الفرق هنا بين الفتنة والفساد العريض؟ ولماذا عريض وليس عظيم؟ وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحديث الذي أورده السائل رواه ابن ماجه في سننه، و الحاكم في المستدرك وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خُلُقَه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي بلفظ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...
ومعنى الحديث: إذا أتاكم أي خطب إليكم، والخلق والدين هما أهم ما يُطلب في المتقدم للزواج، فعلى الخلق مدار حسن المعاشرة، وعلى الدين مدار أداء الحقوق، والدين والخلق متلازمان.
وفي الحديث: أكمل الناس ديناً أحسنهم خلقاً. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ومن خلال ما تقدم نعلم أنه لا إشكال في تقديم لفظ الخلق على الدين في بعض ألفاظ الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا تفعلوا تكن أي إن لم تزوجوا من ترضون خلقه ودينه وترغبوا في ذي الحسب والمال تكن فتنة؛ لأن الحسب والمال يجلبان الفتنة، ويكن فساد عريض لأنكم إذا رغبتم في المال والحسب بقي أكثر الرجال والنساء بلا تزوج، فيكثر الزنا ويحدث الفساد العريض، أي ذو العرض الكبير، أي العظيم المنتشر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني