الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علامات بلوغ المرأة سن التكليف

السؤال

أنا فتاة في 15 من عمري، ولم أبلغ حتى الآن ـ لم يأتني الحيض ـ وذلك لأسباب طبية، فهل أحاسب وتجري علي أحكام البالغين؟.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالبلوغ يحصل للمرأة بإحدى علامات منها: الحيض، أو إنبات الشعر الخشن حول القبل، أو إنزال المني، أو بلوغ خمس عشرة سنة هجرية، قال البهوتي ـ رحمه الله ـ في الروض: وإن تم لصغير خمس عشرة سنة، حكم ببلوغه، لما روى ابن عمر قال: عرضت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني. متفق عليه، أو نبت حول قبله شعر خشن، حكم ببلوغه، لأن سعد بن معاذ لما حكم في بني قريظة بقتلهم وسبي ذراريهم أمر أن يكشف عن مؤتزرهم، فمن أنبت فهو من المقاتلة، ومن لم ينبت فهو من الذرية، وبلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة. متفق عليه. أو أنزل، حكم ببلوغه، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا {النور: 59} وتزيد الجارية على الذكر في البلوغ بالحيض، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار. رواه الترمذي وحسنه. انتهى.

فإن كنت قد تمت لك خمس عشرة سنة هجرية، فقد جرى عليك قلم التكليف وصرت بذلك بالغة، وإن كنت لم تكمليها، فإن كنت أنبت الشعر الخشن حول القبل والمعروف بشعر العانة، أو أنزلت المني، فقد حكم ببلوغك، وإن كانت كل هذه العلامات للبلوغ منتفية في حقك، فإنك لم تبلغي بعد، وإنما تصيرين بالغة بحصول أول تلك العلامات المبينة آنفا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني