الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قتل القط المتوحش

السؤال

نقوم بتربية الدجاج والحمام بالمنزل، علمًا بأن الحمام من النوع الغالي الثمن، ويكلفنا كثيرًا برعايته، ويوجد بأعلى المنزل قطط غير مستأنسة، ولكننا نحسن إليها بالأكل والمياه، ولكن تقوم بالدخول إلى بيت الحمام وأكله، بل تقوم بأكل ما تجده من حمام وبيض، ولا تترك إلا ما رحم ربي، فقمنا بأخذ تدابيرنا وترميم بيت الحمام، ولكن أيضًا قامت بالدخول وأكل ما وجدته! علمًا بأنه يصعب طردها لأنها غير مستأنسة، وعندما نجدها نقوم بإخراجها، ولكنها تعاود الدخول وأكل الحمام مما تسبب لنا بخسائر كبيرة جدًّا، اليوم وجدت القطة داخل بيت الحمام فجهزت أشياء للقيام بإمساكها ثم أخذها إلى مكان بعيد لضمان عدم عودتها ثانية، ولكنها قطة متوحشة وحاولت الإفلات مني، فضربتها بعصا بدون قصد قتلها، فماتت، فما حكم قتلها -أفادكم الله-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر: أن قتلك للقطة كان خطأ، وعليه؛ فليس عليك ذنب في قتلها؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. كما في سنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان.
بل إن هذه القطط إن لم تكن هناك وسيلة للتخلص من ضررها إلا بقتلها فلا بأس في قتلها، وليكن بطريقة ليس فيها تعذيب إن أمكن ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا قتلتم فأحسنوا القتلة. رواه مسلم.
قال صاحب مطالب أولي النهى -وهو من كتب الحنابلة-: ويجوز قتل هر بأكل لحم ونحوه كالفواسق، على الصحيح من المذهب وقدمه في الفروع، وفي الترغيب له قتلها إذا لم تندفع إلا به كالصائل. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 42086، 156455.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني