الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من الصواب إرجاع كل شيء إلى السحر

السؤال

أولا أبدأ بذكر أنه قال شيخ راق إنني مسحورة بسحر العاشق.
ثانيا من أكثر من عام تقدم لخطبتي شاب قد رغبته جدا وأعجبت به ورفضه إخوتي، وأنا حزنت حزنا شديدا حيث دعوه ينتظر 6 أشهر وأعطوه الجواب، وأنا تعلق فكري ومضى بعد رفض أهلي، وبعده فورا تقدم لي شاب آخر وتركوه بدون جواب قرابة 9 أشهر، وأنا بتلك الأشهر أقنعت نفسي به وبدينه وخلقه، وفجأة هو رفضني بحجة أني أخالط، وأنا لا أخالط الرجال إلا بحاجة وضرورة، وقد سبق وبينت له أنني أرغب بالموافقة عليه؛ لأنه سوف يصلح لي ديني ويكن عونا لي، وكانت حجته أني أخالط رجلا أجنبيا أنا قد عددته بعد وفاة والدي والدا لي، فقد تكفل بحياتي وبرعايتي من صغري وأنا بالأصل لا أراه إلا مرة في العام، وعندما رآه هذا الشخص قال له إن له دورا كبيرا في التأثير علي، فلم يدرك هذا الشاب كيف لرجل أجنبي التأثير على فتاة سوف أرتبط بها وأنه من المؤكد أنهم يخالفون الشرع وسارع باتخاذ قراره، وأنا بالرغم من ذلك وضحت له علاقتي بهذا الإنسان ورد علي بكلام قاس.
وأنا بالأصل من قبل تعبانة جدا أحيانًا يضيق نفسي وأحيانًا وجع رأس لا يفارقني، وأحيانا تنميل ببعض من أعضاء جسدي، وعطاس لم يفارقني من أكثر من عام، وبعد رفضي أصبحت أكثر سوءا فلا أريد الخروج من المنزل ولا الذهاب إلى الجامعة أو العمل، ودوما على خلاف مع عائلتي فلا يكون لي صبر عليهم، مع العلم أني ملتزمة بسورة البقرة والرقية، وإضافة إلى ذلك عندي كيس على المبيض الأيسر بحجم 6cm فما نصائحكم لي؟ وما تشخيصكم للحالة التي أعيشها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما أوردت من أمر صدود الخطاب عنك، وكذا ما تحسين به من أعراض تتعلق من نحو الصداع والتنميل في الأطراف يمكن أن يرجع لأمور عادية، أي لا تعلق لها بالسحر ونحوه، فالقلق والتوتر يمكن أن ينعكس على الجسد وينتج عنه مثل هذه الآثار، فيحسن مراجعة أهل الاختصاص من الأطباء، ونحن لا نحبذ إرجاع كل شيء إلى السحر، فإن المسلم يدخل بسبب ذلك في هواجس وأمور قد لا تحمد عقباها.

ومع هذا إن لم يوجد شيء من الأسباب الظاهرة، فلا يبعد أن يكون هنالك شيء من السحر وأشباهه كالعين والمس، فإن غلب على الظن وجود شيء من ذلك فالرقية الشرعية من أنفع ما يفيد في التخلص من ذلك، فعليك بالاستمرار في قراءة سورة البقرة وفي الرقية مع الدعاء بأن ييسر الله لك الشفاء وأن يرزقك الزوج الصالح، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 7967، والفتوى رقم: 4310.

وننبه إلى أنه ليس من حق الولي ـ فضلا عن غيره من أهل الفتاة ـ رفض الخطاب لغير مسوغ شرعي، فإن حصل منه شيء من ذلك كان عضلا فيحق لها أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليزيل عنها الضرر فيزوجها أو يوكل من يزوجها، وانظري الفتوى رقم: 998، والفتوى رقم: 114025.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني