الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز لمن لا يحسن القراءة أن يتقدم على من يحسنها

السؤال

إمام حفظ القرآن، ولا يحسن التلاوة، وإمام لا يحفظ القرآن كله، ولكن يحسن التلاوة جيدًا. فمن الأحق بإمامة الناس في صلاة التراويح؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المقصود من كونه لا يحسن التلاوة أنه يلحن في القراءة لحناً جليًّا، فيقدم هنا الأقل حفظاً، فلا يجوز لمن لا يحسن القراءة أن يتقدم على من يحسنها.

قال الشافعي رحمه الله: ... ولا يجوز أن يؤم من لا يحسن أحداً يحسن شيئاً من القرآن، ومن أحسن شيئاً من القرآن فهو أولى بأن يؤم ممن لا يحسن... انتهى من الأم.

وأما إن استوى الأحفظ والأقل حفظاً في القراءة لكن كان الأقل حفظاً أكثر إتقاناً فإنه يقدم أيضاً.

قال ابن قدامة في المغني: فصل: ويرجَّح أمر القارئين على الآخر بكثرة القرآن.. وإن تساويا في قدر ما يحفظ كل واحد منهما وكان أحدهما أجود قراءةً وإعراباً فهو أولى.. وإن كان أحدهما أكثر حفظاً والآخر أقل لحناً وأجود قراءة فهو أولى؛ لأنه أعظم أجراً في قراءته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، ومن قرأ ولحن فيه فله بكل حرف حسنة. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني