الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتحمل المرء المسؤولية بعد بذل النصح

السؤال

لدي أخت ترغب في السفر للخارج للدراسة، وإن حصل ذلك سيكون بلا محرم. أنكرت الأمر عليها، وعلى أهلي، وذكرتهم بحرمة هذا الأمر، فليس التخصص بالنادر غير المتوفر في البلد.
خلاصة الموضوع أني أصبحت عاجزا وأنا أخوها الأكبر، ووالديَّ عارضا رأيي، ومنعاني من منعها.
هل بإمكانكم إفادتي، فأنا لا أريد لأختي الوقوع فيما حرم الله، ولا أريد إغضاب والدي اللذين وصل بهما الحال في النهاية إلى القول لي: لا شأن لك بأختك، ونحن مسؤولون عنها أمام الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد وافقت الصواب حين قمت بالإنكار على أختك، من أجل عزمها على السفر للدراسة بغير محرم، وحين بذلت النصح لوالديك، لموافقتهما على سفرها بلا محرم، فسفر المرأة بغير محرم، لا يجوز إلا للضرورة، وراجع فتوانا رقم: 6219.

ونوصيك بالاستمرار في النصح برفق، وبأسلوب طيب، مع الدعاء بالتوفيق؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء. كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن اقتضى الأمر أن تستعين ببعض من ترجو أن يكون لقوله تأثير، فافعل، وفقك الله إلى كل خير.

واعلم أنك إذا بذلت النصح، واستفرغت الجهد في ذلك، فقد أديت الذي عليك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}، أي بعد بذْلك النصيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني