الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من صُرف له راتب يوم مرتين

السؤال

أنا أعمل في بنك بنظام "المياومة" وطريقة الحصول على الراتب بهذا النظام تختلف عن الموظف الرسمي، وهي تقديم مطالبة مالية بأيام العمل، وتصرف بنفس اليوم بحساب الموظف إلى أن صار معي أني قدمت هذه المطالبة وتم صرفها بنفس اليوم، وفي ثاني يوم تم صرفها مرة أخرى، فلو أخذت الفلوس حلال أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان البنك المذكور ربويًّا فلا يجوز لك العمل فيه أصلًا، ويلزمك تركه على الفور، اللهم إلا إن كنت مضطرًّا للبقاء فيه ضرورة ملجئة، فحينئذ يجوز لك الاستمرار فيه بقدر الضرورة مع البحث الجاد عن مصدر دخل آخر مباح. وانظر الفتويين التاليتين: 121861، 101803، وإحالاتهما.
وما قبضته من راتب فإن كنت تعلم أن عملك حرام فيلزمك التخلص منه بصرفه في وجوه البر والمصالح العامة، ولا يجوز لك الانتفاع بشيء منه، إلا إن كنت فقيرًا، فيجوز لك -على الراجح- الأخذ منه بقدر الحاجة. وانظر الفتوى رقم: 116720، وإحالاتها.

أما إن كنت لا تعلم بحرمة العمل المذكور: فلا حرج عليك في الانتفاع بما قبضته فيما مضى، بناء على قول من أجاز ذلك من أهل العلم، وإن تخلصت منه فهو أحوط وأورع. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 239152، 265645، 137729، 32762، وإحالاتها.
وهذا كله في شأن العمل بالبنك الربوي وما تكتسبه منه، وأما بخصوص صرفك للراتب مرتين: فإن كان هذا بطريق الخطأ فيلزمك رده إلى البنك إن أمكن، وإلا فلتصرفه في وجوه الخير والمصالح العامة. وانظر الفتوى رقم: 56227، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني