الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة الاعتماد على الرؤيا الحسنة

السؤال

رأى لي جدي عندما كنت صغيرا، رؤيا مبشرة بشأن مستقبلي.
فهل يجوز الاعتماد عليها، وإعداد نفسي لما جاء بالرؤيا؟
وهل يجوز أن أستخير الله لسلوك ذلك الطريق، مع العلم أن عمري الآن 16سنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الرؤيا لا تثبت شيئا، ولا يعتمد عليها؛ فإن الرؤيا -ولو صدقت- قد يكون تفسيرها على خلاف ما يظهر منها، وقد يرى الرجل الصالح أضغاث الأحلام.

قال الحافظ في الفتح: قوله: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح. هذا يقيد ما أطلق في غير هذه الرواية، كقوله: رؤيا المؤمن جزء، ولم يقيدها بكونها حسنة، ولا بأن رائيها صالح، ووقع في حديث أبي سعيد: الرؤيا الصالحة. وهو تفسير المراد بالحسنة هنا.

قال المهلب: المراد غالب رؤيا الصالحين؛ وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث، ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منهم؛ بخلاف عكسهم فإن الصدق فيها نادر؛ لغلبة تسلط الشيطان عليهم.

قال: فالناس على هذا ثلاث درجات:

الأنبياء: ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير.

والصالحون: والأغلب على رؤياهم الصدق، وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير، ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق.

والأضغاث وهي على ثلاثة أقسام: مستورون: فالغالب استواء الحال في حقهم.

وفسقة: والغالب على رؤياهم الأضغاث، ويقل فيها الصدق.

وكفار ويندر في رؤياهم الصدق جدا، ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ... اهـ.

وإن كان ما رآه الجدُّ أمرا محمودا، فلا حرج في الاستخارة، والسعي في حصوله. فالمؤمن يحرص على الخير، وتحصيل ما أمكن من المنافع الدنيوية، والأخروية عملا بما في حديث مسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني