الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز ترك الاغتسال من الجنابة حياء .

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:سؤالي: ماذا أفعل إذا نزل المني على فراشي وأنا نائم يعني ماذا أفعل لفراشي علماً أنني لا أستطيع غسله أمام الأهل لأنهم قد يسألوني ماذا تفعل بالفراش، وإذا نزل المني وأنا نائم عند أناس من أقربائنا فإني أستحي أن أقول إني أريد أن أغتسل فماذا أفعل؟والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فغسل الفراش من المني ليس بواجب، لأن المني طاهر على القول الراجح، ولكن يستحب غسله من باب التنظف إن كان ليناً، ويفرك فقط إن كان يابساً كما كانت تفعل عائشة رضي الله عنها بثوب النبي صلى الله عليه وسلم، ولو تركته بغير غسل ولا فرك فلا شيء عليك، أما على القول بنجاسة المني فيجب غسل المني أو فركه إن يبس.
وهذا كله متعلق بحالة كونك تصلي على هذا الفراش، أما إن كنت لا تصلي عليه، فلا عليك من تركه بلا غسل ولا فرك ولو قلنا إن المني نجس، وقد رجحنا في أول الجواب قول الشافعي ومن وافقه من أنه ليس بنجس.
أما الاغتسال من المني أو الجماع فواجب عليك، ولا يجوز لك تركه من أجل الحياء، وهذا ليس بحياء محمود وإنما هو خجل مذموم.
وقد كان يعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حالتك فلا يستحيون كما حدث لعمرو ابن العاص لما تيمم وصلى بأصحابه الفجر وكان الجو بارداً وكانت به جنابة فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على فعله كما هو في مسند أحمد وسنن أبي داود.
وقد روى أبو داود وهذه رواية لأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة فلما كبر انصرف وأومأ إليهم، أي: كما أنتم، ثم خرج فاغتسل ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما صلى قال: إني كنت جنباً فنسيت أن أغتسل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني