الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل وقت لصلاة الضحى

السؤال

العلماء قالوا بأن لا تصلَّى صلاة الضحى قبل الظهر؛ لأن الرسول قال بأن صلاة الضحى حين ترمض الفصال، فكيف علموا أن صغار الإبل تقوم من شدة الحر قبل الظهر؟ وما الدليل على ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العلماء لم يقولوا: إن صلاة الضحى لا تصلّى قبل الظهر. وإنما قالوا: إن وقت صلاة الضحى يبدأ من بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ويمتد إلى الزوال -قبيل الظهر-، وأنها تصلى في هذا الوقت كله، وأن أفضله حين يشتد الحر عند مضي ربع النهار. واستدلوا على فضل صلاتها في هذا الوقت بما رواه مسلم وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ". وانظر بعض أقوالهم في الفتوى رقم: 170203.
ومعنى حين ترمض الفصال -كما قال شراح الحديث-: حين تحترق أخفافها من شدة حر الرمضاء -وهي الرمل- لارتفاع الشمس؛ فتلجأ إلى الظل، فهذا هو الوقت المختار لصلاة الضحى؛ قال الصنعاني في التنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ: "قال ابن الأثير: المراد صلاة الضحى عند الارتفاع واشتداد الحر، واستدل به على فضل تأخير الضحى إلى شدة الحر، وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت للأوابين؛ لأن النفوس تميل فيه إلى الدعة والسكون والاستراحة، فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة أدب من يرد النفس إلى مرضاة الرب".
وأما قولك: "فكيف علموا أن صغار الإبل تقوم ..." فلم يتضح لنا المقصود منه؛ فالعلماء قالوا: إن صغار الإبل في هذا الوقت تبرك من شدة الحر؛ لأن خفافها تحترق من حر الأرض؛ جاء في المُعْلم بفوائد مسلم للمازري: "فتبرك الفصال من شدة حرها وإحراقها أخفافها". وهذا لا يحتاج إلى دليل لأنه أمر مشاهد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني