الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على أصحاب الديون إنظارك إلى ميسرة

السؤال

أنا شاب كنت أعمل موظفاً في قطاع خاص وقررت أن أفتح مشروعاً خاصاً بي فقمت بشراء مقهى للإنترنت بمبلغ ثمانية عشر ألف دينار أردني وقد استدنت من هذا المبلغ الكبير حوالي خمسة عشر ألف دينار من أصدقائي والآن وبعد مرور أكثر من سنتين وجدت أن هذا المقهى لا يرتاده في الغالب إلا الشباب لمشاهدة المواقع الجنسية والشات وغيرها من الأمور التي فيها مضيعة للوقت. وأنا الآن أعيش حالة غير مستقرة من هذا الوضع وأريد أن أتخلص من هذا المقهى بأي شكل من الأشكال وقد حاولت بيعه بأي ثمن ولكن في المرات الثلاثه باءت محاولات البيع بالفشل والأسباب أنهم لا يريدون أن يتورطوا في عمل مختلط بالحرام وأحيانا كثيرة أفكر في إغلاقه ولكن عندي صديق استلفت منه مبلغاً كبيراً والآن هو بحاجة ماسة له أعلموني؟ جزاكم الله خيراً ماهي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنذكر السائل الكريم بقول الله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب [الطلاق:3]، وقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا [الطلاق:4].
فإذا استطعت أن تراقب المحل وتنهى رواده عن المنكر فبها ونعمت، وبإمكانك أن تضع البرامج التي تمنع الأشياء المحرمة وهذا سهل وهو معروف عند أهل الاختصاص من الفنيين.
وإذا لم تستطع السيطرة عليه فإن عليك التخلص منه بأي وسيلة شرعية حتى لا يصبح وكراً للفساد وعونا على الإثم والعدوان، ولا يجوز لك أن تبيعه لشخص تعلم أنه يسمح باستخدامه فيما لا يرضي الله تعالى، وإذا لم تستطع التخلص منه إلا بالخسارة ولم يكن لديك ما تسدد به الديون فإن على أصحابها إنظارك إلى ميسرة، نسأل الله تعالى أن ييسر أمورك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني