الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصفرة والكدرة المتصلة بدم الحيض ولا تنقطع

السؤال

منذ فترة أصبحت تأتيني صفرة وكدرة وإفرازات في غير أيام الدورة، ويجب علي التحفظ منها والوضوء لكل صلاة، وهذا يشق علي كثيرا وأريد إرشادي، فإني أكتب ودموعي تسيل، فقبل أيام اغتسلت من الدورة دون أن أرى جفوفا، وأتتني رطوبات غير شفافة مائلة قليلا إلى البيج أو الصفرة بدون شهوة، وقد مللت من التحفظ من هذه الإفرازات، ومنذ فترة وأنا أنتهي من الحيض ولا أتوقف عن التحفظ، لأنني إن مسحت أرى أثر صفرة... ولا أعلم أهذه رطوبة طبيعية أم لا؟ وأحيانا أجد صفرة قليلة تكون رطوبة، وأحيانا صفرة بغير رطوبة عند تحفظي، وقد رأيت بعد اغتسالي من الدورة بيوم في الفرج رطوبة لونها بيج، فهل هذه الأشياء طبيعية ولا ألقي لها بالا ولا تعتبر من الاستحاضة وأعتبر طاهرة أم ماذا؟ وهل أي شخص يمكن أن تأتيه صفرة ولا تكون لها علاقة بالنجاسة كالأوساخ مثلا؟ علما بأنني أستنجي كثيرا، وهل مسك الطهارة يزيل هذه الإفرازات ويقطعها؟.
ولا تنسوني من دعائكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالفرق بين الصفرة ورطوبات الفرج قد بيناه في الفتوى رقم: 167711، وبمراجعتها يتبين لك إن كان ما ترينه من الصفرة أو من الرطوبات العادية.

فإن كان من رطوبات الفرج العادية، فهي طاهرة، ولكنها ناقضة للوضوء، ولتنظر الفتوى رقم: 110928.

وإن كان من الصفرة فهي نجسة، ولا تعد حيضا في غير زمن الحيض مادامت غير متصلة بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502.

ثم إن كانت هذه الإفرازات من الصفرة، وكانت متصلة بالدم، فإنها تعد حيضا، فمتى انقطعت ورأيت الطهر بإحدى علامتيه الجفوف أو القصة البيضاء، فاغتسلي، ثم إذا عاودتك تلك الصفرة بعد ذلك، فإنها لا تعد حيضا، بل عليك أن تتحفظي منها لمنع انتشار النجاسة في الثياب، ثم إن كانت لا تنقطع أو كان وقت انقطاعها غير منضبط، فتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل كما يفعل صاحب السلس، وانظري الفتوى رقم: 136434.

وإن كنت مصابة بالوسوسة ـ كما هو ظاهر ـ فيسعك الترخص بأيسر المذاهب والأخذ بالقول الذي يسهل عليك العمل به كالأخذ بقول من يرى عدم انتقاض الطهارة بالحدث الدائم، وانظري الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني