الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية مشروعة سواء كان الشخص مصابًا أم لا

السؤال

أنا شاب عمري 31 سنة، وهذا ما حصل، ويحصل معي:
قبل عشر سنوات ذهبت مع صديقي ليرقي نفسه عند أحد الشيوخ، وعندما بدأ الراقي بقراءة سورة البقرة على صديقي بدأت أشعر بشعور غريب، وبدأت يدي تهتز وتضرب في الأرض، فطلب مني الراقي أن أستلقي على ظهري، وأكمل القراءة علينا، وأصبح الاهتزاز والضرب أقوى وصارت يدي ورجلي أيضًا تضرب في الأرض، وكلما زادت القراءة زاد الضرب قوة وسرعة، وكنت أحس بعطش شديد حينها، وقال لي الراقي: إنّي بحاجة لأكثر من جلسة للعلاج مما في (مس، أو عين، أو سحر)، وذهبت مرتين بعدها، وحدث نفس الشيء عندما قرأ سورة البقرة وآيات الرقية الشرعية (يدي ورجلي تهتز وتضرب في الأرض بقوة، وشعور بالعطش الشديد)
وفي النهاية أخبرني بأنه لا يستطيع أن يخلصني مما أنا فيه، وأني بحاجة لشخص آخر يرقيني، يكون أمهر منه، وتركت الموضوع ولم أفعل شيئًا ليومنا هذا.
ومنذ ثلاث سنوات رزقت بطفلة، واكتشفنا إصابتها بمرض كلوي مزمن نادر لا يصيب إلا القليل جدًّا من البشر، واكتشفت أيضًا وجود كتلة دهنية حميدة ضخمة في بطني 14 كغ، لا تصيب إلا عددًا قليلًا جدًّا من الناس، وقدر الأطباء عمر هذه الكتلة في بطني بما لا يقل عن سبع سنوات، وكانت تنمو بشكل بطيء، وقد أجريت عملية جراحية من أسبوعين، والحمد لله استؤصلت.
ومعظم وقتي في السنوات الأخيرة كان في المشافي، وعند الأطباء (إما لطفلتي المريضة، وإما لي وإما لزوجتي) وأعاني دومًا من الخوف الشديد من كل شيء، وحتى من أبسط الأمور، ومنذ حوالي السنة وأنا أشعر بدوخة خفيفة لا تكاد تفارقني.
وفي مجال العمل: عملت في أكثر من مكان، ولم أوفق في جميعها، وكانت الخسارة كبيرة، والحمد لله دائمًا وأبدًا.
وسؤالي: هل ما حصل لي، وما زال يحصل مرتبط ببعضه، ومرتبط بما حصل لي أثناء الرقية الشرعية؟ وأرجو أن تنصحوني ماذا أفعل -بارك الله فيكم-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا، ولكم، وللعيال العافية.

ثم إنه ليس عندنا ما يجزم به في تفسير ما ذكرت، وهل هو مرتبط بعضه ببعض أم لا؟

وننصحك بالرقية، فهي مشروعة سواء كان الشخص مصابًا أم لا، فيمكن أن ترقي نفسك، أو تسترقي بعض الرقاة الذين عرفت عنهم الاستقامة، والتمسك بالدين.

واعلم أن أعظم ما يرفع به البلاء الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد من العمر إلا البر. أخرجه الترمذي عن سلمان، وقال حديث حسن، وصححه ابن حبان، والحاكم.

وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء. وكان يدعو في الوتر، ويقول صلى الله عليه وسلم: قني شر ما قضيت. رواه أبو داود.

وعليك بالحفاظ على أذكار الصباح والمساء، وسؤال الله العافية، فحافظ على قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين ثلاث مرات مساءً وصباحًا، ففي الحديث: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاثًا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني.

واحرص على تكرار حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم سبع مرات عند المساء، والصباح، ففي الحديث: من قال حين يصبح، وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا، والآخرة. رواه ابن السني، وصححه الأرناؤوط.

وواظب على صلاة أربع ركعات أول النهار، ففي الحديث القدسي: يا ابن آدم: صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. رواه أحمد، وابن حبان، والطبراني، وقال المنذري، والهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.

وواظب على الأدعية المأثورة في رفع البلاء، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ كما في صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمريض ويقول: اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا.

وأخرج البخاري، ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني