الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين أنسيت آية ونسيتها؟

السؤال

ما الفرق بين أنسيت آية ونسيتها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالفرق بين نسيت وأنسيت: أن نسيت من فعل المتكلم، وأنسيت من فعل غيره، أي أنساه غيره، ونسيت آية كذا لها معنيان:

أحدهما سيئ ينبغي تجنبه، وهو: الترك، ومعناها تركت آية كذا.

والمعنى الآخر هو: النسيان العادي الذي هو الذهول عنها من غير قصد لتركها.

أما أنسيتها: فمعناها أن الله تعالى هو الذي أنسانيها، وهو من إضافة النسيان إلى خالقه؛ ولذلك يكره للمسلم أن يقول: نسيت آية كذا تجنبًا للمعنى السيء الذي هو الترك، وهذا الذي ورد النهي عنه في الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهَا.

قال النووي في شرح مسلم: وَفِيهِ كَرَاهَةُ قَوْلِ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا، وَهِيَ كَرَاهَةُ تَنْزِيهٍ، وَأَنَّهُ لَا يُكْرَهُ قَوْلُ أُنْسِيتُهَا، وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْ نَسِيتُهَا؛ لِأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ التَّسَاهُلَ فِيهَا، وَالتَّغَافُلَ عنها، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا.

وقال ابن هبيرة في الإفصاح عن معاني الصحاح: في هذا الحديث من الفقه أن الكلمة إذا كانت تحتمل معنيين: أحدهما يتضمن سوء أدب، فالأولى أن يعدل الإنسان عنها إلى كلمة لا تحتمل إلا معنى واحدًا خارجًا عما يحذر، فإن قوله: بئسما لأحدهم أن يقول نسيت ـ فإن نسيت تكون بمعنى تركت، ولا ينبغي لأحد أن يقول: تركت آية كذا وكذا، فإذا قال: نسيت آية كذا وكذا ـ خلص قوله من الاحتمال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني