الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستنجاء بالماء فقط سنة نبوية

السؤال

سألتكم سؤالا، وأجبتموني في الفتوى رقم: 297670 أنني لا أستطيع أن أستنجي مثل طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي: ثلاثة أحجار، وماء. وأريد أن أستنجي بالماء، واليد اليسرى فقط، وهذه تعتبر مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنكم أجبتموني أن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بدقة أفضل، وأكمل، وأنا لا أستطيع أن أفعل سوى هذه الطريقة، وأريد أن أفهم منكم؛ لأنكم لم تفهموا سؤالي السابق جيدا، وهو: إذا عملت عمل أهل جنة الفردوس الأعلى من الأعمال الصالحة، وأنا أخالف طريقة استنجاء النبي صلى الله عليه وسلم هل أدخل جنة الفردوس بأعمالي الصالحة بإذن الله عز وجل، أم هذا الفعل يؤثر على أجري؛ لأني مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد حذرناك مرارا من الوساوس، والتي أسئلتك هذه ناشئة عنها، ثم اعلم -هداك الله، وعافاك- أن الاستنجاء بالماء فقط، من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مخالفا لسنته، فقد روى أحمد والترمذي وصححه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت للنساء: مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء؛ فإني أستحييهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْخَلَاءَ، فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلَامٌ نَحْوِي إدَاوَةً مِنْ مَاءٍ، وَعَنَزَةً فَيَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ». متفق عليه.

فأنت إذا استنجيت بالماء مقتصرا عليه، لم تكن مخالفا لسنته صلى الله عليه وسلم، ولا يمنعك هذا من نيل الفردوس الأعلى إن اجتهدت في طاعة الله، وأتيت بما يوجب ذلك، نسأل الله أن يرزقنا وإياك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني