الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذان الجمعة بين الماضي والحاضر

السؤال

هل يجوز أذان الجمعة في داخل المسجد يوم الجمعة؟ قال بعض الإخوة لا يجوز ذلك بناء على أن الأذان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان عند باب المسجد أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل ثبت شيء في ذلك في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد روى الطبراني في المعجم الكبير عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: ثم ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مؤذن واحد لم يكن يؤذن له غيره، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة أذن على باب المسجد، فإذا نزل أقام الصلاة، ثم كان أبو بكر رضي الله عنه كذلك، ثم كان عمر رضي الله عنه كذلك حتى إذا كان عثمان كثر الناس فأمر بالنداء الأول بالسوق على دار له يقال لها الزوراء، فكان يؤذن له عليها، فإذا جلس عثمان رضي الله عنه على المنبر أذن مؤذنه الأول، فإذا نزل أقام الصلاة.
وقد دل هذا الحديث على تفصيل الأذان الواقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء من بعده، ويؤخذ منه أن الأذان للإعلام، وأن عثمان أحدث الأذان الثاني وهو الأذان الذي يفعل أولاً وجعله في السوق لتنبيه الناس.
ولا ينبغي التأذين في المسجد في حال فعله دون مكبر الصوت، فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى القول بأنه بدعة، قال عليش في منح الجليل شرح مختصر خليل: وفعله في المسجد بدعة مضيعة لثمرته من إسماع الناس الخارجين عن المسجد ليسعوا إلى ذكر الله ويذروا البيع وكل ما يشغلهم عنه، والحاضرون في المسجد لا حاجة لهم بالأذان، فالصواب فعله في محل الأذان المعتاد للإسماع لمن ليس في الجامع كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم، وعليه عمل أهل المغرب إلى الآن. وكلام عليش هذا متجه فيما إذا لم يوجد مكبر الصوت كما تقدم.
أما في هذه الأزمنة فقد أصبحت مكبرات الصوت تغني عن الخروج خارج المساجد، فلا حرج في التأذين فيها دون الأذان خارج المسجد أو على بابه لأن الغرض قد تحقق بهذه المكبرات، وأما من لم تكن لديهم مكبرات صوت في مسجدهم فالأفضل لهم أن يفعلوا ما كان يفعل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني