الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفي العلم والقدرة عن جبريل في بعض الأمور ليس كفرا

السؤال

حدث جدال بين رجلين على موضوع مراقبة الدول للحدود، وكنت أنا حاضرًا، فقال أحدهما ما حاصله أن الأقمار الصناعية تستطيع مراقبة الحدود شبرًا شبرًا، فقال الآخر ردًّا عليه: "حتى جبريل -عليه السلام- لا يقدر على ذلك". ثم لعله انتبه لقوله وخشي أن تكون عبارته هذه حرامًا أو كفرًا، فسأل عن حكم هذا القول، وهل تلزمه التوبة منه، وقال بأنه لم يقل هذا الكلام تنقيصًا لجبريل -عليه السلام-، ولكن لبيان استحالة الأمر. فأخبرته بأني لا أعلم، وسوف أسأل أهل العلم الموثوقين عن حكم هذا القول، ثم أطلعه على جوابهم. فما هو حكم هذا القول: "حتى جبريل -عليه السلام- لا يقدر على ذلك"؟ وما يلزم من قاله؟
أرجو من فضيلتكم الرد سريعًا لاحتياج الأخ للإجابة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يحصل الكفر بنفي العلم والقدرة عن جبريل -عليه السلام- في بعض الأشياء، ولا سيما إن لم يُرد بذلك التنقص، ولا شك أن جبريل عنده قوة خارقة وقدرة بالغة فيما أمره الله به وأذن له به؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه السؤال فينزل عليه جبريل من السماء بالجواب في ثوان معدودة، وقد قال فيه السعدي: ذكر المعلم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو جبريل -عليه السلام- أفضل الملائكة الكرام وأقواهم وأكملهم، فقال: (علّمه) أي: نزل بالوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- جبريل -عليه السلام- (شديد القُوى) أي: شديد القوة الظاهرة والباطنة، قوي على تنفيذ ما أمره الله بتنفيذه، قوي على إيصال الوحي إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومنعه من اختلاس الشياطين له، أو إدخالهم فيه ما ليس فيه، وهذا من حفظ الله لوحيه، أن أرسله مع هذا الرسول القوي الأمين (ذو مِرّة) أي: قوة، وخَلق حسن، وجمال ظاهر وباطن. انتهى.

لكنه مع ذلك من مخلوقات الله التي تقدر إلا على ما أقدرها الله عليه، ولا تطلع إلا على ما أطلعها الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني