الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وظيفة وراتب من يرى الغش والسرقة في مكان عمله وينهى عنهما

السؤال

أعمل طبيبا بيطريا في مسلخ بالسعودية، وأقوم بفحص الذبائح للتأكد من أنها صالحة، وأحيانا أحرر الفواتير وأحاسب الزبائن، وأحيانا أقوم بإغلاق حسابات اليوم، هذا ما أقوم به فقط، ويوجد طبيب آخر هو المدير المسؤول، ثم صاحب العمل الكفيل، ورأيت بعيني سرقات وسمعت عن غش ، وما رأيته هو أن كل عامل بعدما يذبح ويبدأ في التقطيع يسرق جزءا من اللحم من كل ذبيحة يتم تقطيعها، وقد أخبرت المدير عن عدم موافقتي ونصحته بأن يمنع العمال، فرفض وقال لن يتغير شيء، وأخبرت الكفيل، فلم يفعل شيئا، كما أخبرني المدير عن أمور أخرى فيها غش وسرقة، وأنها تتم بعلم الكفيل، وطلب مني أن لا أتدخل طالما أنني لست مسؤولا، وأكتفي بأداء عملي طالما أنه لا يحوي مخالفات، فهل استمراري حلال وأجري حلال أم ماذا؟ ولو كان حراما وعلي ترك العمل، فهل راتب الشهر الذي تقاضيته حلال أم لا، علما بأنني كنت أستكشف وأحاول أن أصلح من الوضع؟ وقد صرفت أكثر من أجل السفر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت صنعا في إنكارك للمنكر الذي رأيته، لما ورد من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

ومادمت قد فعلت ما يمكنك فعله، فلا يلحقك إثم، لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم {المائدة:105}.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قام بغيره من الواجبات، لم يضره ضلال الضُلاّل. انتهى.
وعلى كل، فلا حرج عليك في العمل المذكور مع إنكار المنكر بما استطعت، وراتبك حلال لك ولا يؤثر فيه غش غيرك وظلمه دون إعانة منك له أو رضا بما يصنع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني