الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يلتبس المني بالبول

السؤال

أنا شاب في العشرين من عمري، كنت نائماً فأيقظني والدي من النوم وعندما استيقظت كنت أشعر بامتلاء شديد بالبول ورغبة في التبول، فقمت من النوم وأنا الحمد لله ليس بي شيء ولكني ارتخيت قليلاً مرة أخرى على السرير لمدة دقيقتين أو ثلاث تقريباً كنت في مرحلة لا وعي بين الاستيقاظ والنوم، وأثناء تلك المرحلة في الدقيقتين خرج شيء بسيط من الذكر تقريباً كان بضع قطرات بسيطة، فقمت من نومي وقلت إنه خرج بول خاصة أني مصاب أحياناً بخروج بعض قطرات بول وأنا مستيقظ دون إرادة، وقد حدث لي هذا الموضوع من نزول البول اللاإرادي قبل أن أنام ذلك اليوم، وأيضاً حدث لي وأنا مستيقظ بعدما انتهيت من التبول والاستنجاء، فقمت من النوم وخلعت ثوبي و ذهبت لغسل هذه القطرات على أنها بول نظراً لأن هذا الأمر حدث لي فقط منذ ساعات وأنا مستيقظ، ولكن أثناء الاستنجاء خطر ببالي أنه قد يكون منيا ولكني قلت كيف هذا وأنا لم أرتخ سوى دقيقتين، وأنا أيضاً مصاب بتبول لا إرادي فقط منذ ساعات واستمر معي حتى بعد التبول، وإنني كنت برغبة شديدة للتبول وكان الشعور بخروج القطرات تقريباً هو نفس الشعور عند خروج البول لا إرادياً وأنا مستيقظ، فقلت هذا بول وليس منيا، ولكني لا أستطيع التوقف عن التفكير في هذا ولا أدري ما تكون الحقيقة، فهل يلزمني الاغتسال أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة أن لديك بعض الوساوس, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.

ثم إن القطرات التي وجدتها تعتبر بولا, وما خطر ببالك من أنها قد تكون منيا هو حلقة مما تعانيه من الوساوس، نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل من الوساوس ومما تجده من خروج البول دون إرادة؛ كما ذكرت.

أما المني فله صفات معروفة تميزه عن غيره, ولا يمكن أن يلتبس بالبول, وهذه الصفات ذكرها الإمام النووي في شرح صحيح مسلم بقوله: ثم إن خواص المني التي عليها الاعتماد في كونه منياً ثلاث: أحدها: الخروج بشهوة مع الفتور عقبه. الثاني: الرائحة التي تشبه الطلع كما سبق. الثالث: الخروج بزريق ودفق ودفعات وكل واحدة من الثلاث كافية في إثبات كونه منياً، ولا يشترط اجتماعها... إلى أن قال: هذا كله في مني الرجل. انتهى

وبناء على ما سبق, فإنه لم يكن يجب عليك الاغتسال من جنابة، وعليك أن تتوقف عن التفكير فيما لا طائل من ورائه، وهو متعب لك وسبب كبير في رسوخ الوساوس عندك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني