الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرأي في إدخال المخالفين معهدًا لتأهيل الدعاة

السؤال

بعض أصدقائي عقيدتهم خاطئة، وأريد أن أدخلهم إلى مركز لتأهيل الدعاة، فأنا محتار بين أمرين: عدم إدخالهم بحجة أن عقيدتهم خاطئة، وشيوخهم كذلك، فربما يكونون عونًا في نشر العقيدة الخاطئة؛ لأني سمعت من صديقي أن هناك من الدعاة من عقيدته مثلهم في بلدتنا، ومن جهة أخرى ربما يقتنعوا بأن عقيدتنا هي الصحيحة، ويصبحوا مثلنا؛ لأنهم لا يعرفون عقيدتهم بشكل جيد، ولأن برنامج تأهيل الدعاة منهجهم يكون بتحضير كتاب التوحيد، وإلقائه على المعلمة، والطلاب، وهكذا.
السؤال: هل من الجيد إقحامهم في ذلك؟ فأنا أخاف أن أتحمل وزرهم إذا هم أصبحوا دعاة لمنهجهم؟ وما هو الحد لكي نستفيد منهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الأَولى هو إدخالهم في هذا المركز؛ لأن المزيد من التعلم أدعى لمعرفتهم بالمنهج الصحيح، ولا سيما إن كانت كتب المنهج الصحيح مقررة في المركز الذي يدرسون به، وكان مدرسوها أكفاء للمادة، فكم من الناس تغيرت نظرتهم في المسائل العقدية بعد مطالعة كتاب التوحيد؛ فقد قال الشيخ محمد امان الجامي -رحمه الله تعالى- في كتابه (مشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث ص: 45): حدثني من أثق به أنه كان يوجد في بعض مدن الهند عالم يدرس في المساجد، وكان من عادته إذا انتهى من الدرس يدعو الله كثيرًا، وكان في دعائه أنه يدعو على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويلعنه.

وكان ممن يحضر درسه طالب سعودي واع، ولبق، فكر الطالب السعودي كيف ينقذ هذا المدرس المسكين الذي ضللته الدعاية المضللة حتى وقع في هذه الورطة، فهداه تفكيره -بإذن الله- إلى الحيلة الآتية: عمد إلى كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. فنزع عنه الغلاف، والورقة الأولى التي تحمل اسم المؤلف، ثم تقدم إلى المدرس الهندي، فطلب منه أن يقرأ هذا الكتاب، ثم يخبره عن مضمونه، وما رأيه فيه.

فأخد المدرس الكتاب، فقرأه، فأعجب به، فسأله الطالب في غد عن الكتاب، فأخذ المدرس يثني على الكتاب ثناء عظيمًا، ويصفه بأنه من أحسن الكتب في بابه، فقال الطالب السعودي: إن مؤلف هذا الكتاب هو محمد بن عبد الوهاب الذي تلعنه، فقدم له الغلاف، والورقة المنزوعة التي فيها اسم الشيخ، فاندهش المدرس، فتندم، وأخذ يدعو للطالب، ثم غير موقفه مع الشيخ، بل غير أسلوب الدعاء؛ فجعل يدعو للشيخ آخر كل درس بدلًا من الدعاء عليه، فنسأل الله تعالى أن يعفو عنه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني