الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم)

السؤال

أرجو ذكر كل ما يتعلق بحشرة الجراد وما الحكمة من وجودها وتفسير أنها من جند الله الأعظم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما قولك: أرجو ذكر كل ما يتعلق بحشرة الجراد وما الحكمة من وجودها ـ فاعلم أن الموقع يعنى بالإجابة على الأسئلة التي يترتب عليها عمل، أو نفع في الدين، وعلى أي حال، فيمكنك القراءة عن الجراد في كتب الحيوان، ومن أمثلها: الحيوان للدميري، وإن كان فيه بعض ما لا قد يُوافق عليه، وراجع تفسير ابن كثير في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ {الأعراف: 133}.

ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري: 7ـ 2676.

والحديث المذكور أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، والطبراني في الكبير والأوسط، عَنْ أَبِي زُهَيْرٍ الْأَنْمَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقْتُلُوا الْجَرَادَ، فَإِنَّهُ جُنْدُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ.

وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي زهير إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل بن عياش ـ وقال ابن كثير: غريب جدا ـ وأورده الهيثمي في المجمع، وضعفه، وجود إسناده الشيخ: حسين أسد في تحقيق المجمع، وأورده السيوطي في الجامع، وحسنه الشيخ: الألباني.

وأما معناه: فقال البيهقي في الشعب: وهذا إن صح، فإنما أراد به ـ والله أعلم ـ إذا لم يتعرض لإفساد المزارع، فإذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل، أو أراد به تعذر مقاومته بالقتال والقتل. انتهى.

وأما كون الجراد من جند الله: فلأن الله تعالى يرسله على من يشاء من عباده، فقد عذب الله تعالى به قوم فرعون، فقال تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ {الأعراف:133}.

أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: والجراد ـ قال: فأرسل الله عليهم الجراد فأسرع في فساد ثمارهم وزروعهم، قالوا يا موسى: ادع لنا ربك يكشف عنا الجراد، فإنا سنؤمن لك: ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد، وكان قد بقي لهم من زرعهم ومعايشهم بقايا، فقالوا: قد بقي لنا ما هو كافينا، فلن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل....

عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد ـ قال: والجراد تأكل مسامير زنجهم يعني أبوابهم وثيابهم.

عن الضحاك قوله: والجراد ـ فأرسل الله عليهم الجراد الذي لا أجنحة له فتتبع ما بقي من .... وشجرهم، وسائر نباتهم. انتهى.

وأما قوله: جند الله الأعظم ـ فهذا فيه إشارة إلى عظمه، وكثرة عدده، وقد أخرج عبد الرزاق، وأبو الشيخ في العظمة عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَبَقِيَ مِنْ طِينَتِهِ فِي يَدِهِ شَيْءٌ، فَخَلَقَ مِنْهَا الْجَرَادَ، فَهُوَ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَيْسَ جُنْدٌ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْهُمْ.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 119960.

وراجع في بعض الأحكام المتعلقة بالجراد الفتاوى التالية أرقامها: 47760، 120736، 110127.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني