الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اليوم الآخر.. رؤية إيمانية

السؤال

ما حكم من شك مجرد شك في اليوم الآخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان هذا الشك مجرد خاطر طرأ فاجتهدت في دفعه فلا يؤثر على صحة إيمانك وإسلامك، بل ضيق صدرك من هذا الخاطر دليل على الإيمان، فقد روى أبو داود عن أبي زميل قال: سالت ابن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به؟ قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ (يونس: من الآية94) قال: فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. انتهى.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إن منا من يجد في نفسه -يُعرِّضُ بالشيء- لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة رواه أحمد . انتهى.
وإذا كان هذا الشك شكاً مستقراً يطمئن له صاحبه، ويركن إليه ولا يتعاظم أن يتكلم به فإنه يكفر بذلك، لأن الإيمان الجازم باليوم الآخر أحد أركان الإيمان التي لا يصح الإيمان إذا اختل أحدهما، قال تعالى: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ (البقرة: من الآية177)
وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث جبريل المشهور: ....قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر كله خيره وشره، قال صدقت.
وانظر للأهمية الفتوى رقم:
7950 والفتوى رقم: 3086
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني