الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حمل أحاديث السفياني على الشخصيات المعاصرة غلط كبير

السؤال

هل هناك حديث ما يسمى بحديث السفياني وأنه من فتن آخر الزمان وأنه هو الذي يدمر إسرائيل؟أرجو تزويدي بنصوص الأحاديث ومسانيدها حتى وإن كانت ضعيفة لأنه تردد في الأونة الأخيرة الحديث على هذا الموضوع.وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد رودت في السفياني أحاديث كثيرة لا يتسع المقام لذكرها كلها، ولكن لا بأس بذكر طرف منها فمن ذلك:
ما رواه الحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء أو يقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها.... ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم. قال الحاكم صحيح الإسناد على شرط الشيخين، قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
ومن ذلك ما رواه الحاكم أيضاً عن ابن مسعود مرفوعاً: أحذركم سبع فتن تكون بعدي: فذكر منها: وفتنة من بطن الشام وهي السفياني.... قال الحاكم صحيح الإسناد، قال الذهبي هذا من أوابد نعيم بن حماد، وقد ضعف الحديث الألباني في السلسلة الضعيفة.
ومن ذلك ما رواه الحاكم أيضاً عن علي بن أبي طالب موقوفاً: يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم، فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ويقتلون شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم بالكوفة، ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي. قال الذهبي خبر واهٍ (يعني شديد الضعف).
ومن ذلك ما رواه الطبري في تفسيره عن حذيفة مرفوعاً: ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب قال: فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق وجيشاً إلى المدينة حتى ينزل بأرض بابل.....فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويبقرون بها أكثر من مئة امرأة.... ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هذا من الكوفة فتلحق ذلك الجيش منها على الفئتين فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويخلي جيشه التالي بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كان بالبيداء بعث الله جبريل فيقول: يا جبريل اذهب، فأبدهم فيضربها برجله ويخسف الله بهم......
والأحاديث في السفياني كثيرة جداً، وقد روى جملة كبيرة منها نعيم بن حماد في الفتن وأبو عمرو الداني في الفتن، ونعيم بن حماد ضعيف في الحديث بل إنه قد اتهم بالوضع.
ودراسة أسانيد هذه الأحاديث تحتاج إلى وقت طويل، وذلك ليس بمقدورنا نظراً لضيق الوقت وكثرة الأسئلة المهمة الملحة التي ينتظر أصحابها الإجابة عنها، ونشير في الختام إلى أمرين:
الأول: أن وجود هذه الشخصية ثابت بمجموع الأحاديث، ولكن آحاد الأحاديث لا تخلو من مقال.
الثاني: أن بعضهم قد حمل أحاديث السفياني على شخصيات معاصرة، وبعضهم يجزم بذلك، وهذا من الغلط الكبير، مع مخالفته للروايات التي تقول إن السفياني يخرج من الشام.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني