الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تحظى بصلاة ملكين أو ملائكة خلفك عندما تصلي بفلاة؟

السؤال

سمعت من شيخ فاضل أنني إذا أقمت الصلاة وحدي صلى خلفي ملكان، فهل هذا صحيح؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان قصد الشيخ بقوله: إذا أقمت الصلاة وحدي.. أنه يصلي في فلاة، فهذا صحيح، لما رواه الطبراني في الكبير وعبد الرزاق في المصنف وغيرهما، عنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ ـ أي فلاة ـ فَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيَتَوَضَّأْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً، فَلْيَتَيَمَّمْ، فَإِنْ أَقَامَ صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاهُ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ، صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللهِ مَا لَا يُرَى طَرَفَاهُ.

وفي لفظ: ما من رجل يكون بأرض قيء، فيؤذن بحضرة الصلاة ويقيم الصلاة فيصلي، إلا صفَّ خلفه من الملائكة ما لا يرى قطراه، يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه.

وفي لفظ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ بأَرْضٍ فَلاَةٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَقْتُ صَلاَةٍ، فَإِنْ صَلَّى بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ، صَلَّى وَحْدَهُ، فَإِنْ صَلَّى بِإِقَامَةٍ، صَلَّى بِصَلاَتِهِ مَلَكَاهُ، وإنْ صَلَّى بِأَذَانٍ وإقَامَةٍ صَلَّى خَلْفَهُ صَفٌّ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، أَوَّلُهُمْ بِالْمَشْرِقِ وَآخِرُهُمْ بِالْمَغْرِبِ.
والحديث صحيح، كما قال الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب.

ولذلك، فإن ما قاله ذلك الشيخ صحيح إذا كان الشخص يصلي بأرض فلاة، أما إذا لم يكن قصده أنه في فلاة ـ أي أنه في العمران مع الناس، لكن يصلي منفردا ـ فهذ لم نقف له على دليل، أو قول لأهل العلم، لكن ورد أن من توضأ وخرج إلى المسجد لصلاة الجماعة فوجدها قد فاتته أعطاه الله أجر من حضرها مع الجماعة، فقد روى أبو داود وغيره أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءهُ، ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا، أَعْطَاهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا وَحَضَرَهَا، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَجْرِهِمْ شَيْئًا. صححه الألباني.

ولم نقف على أن الملكين يصليان معه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني