الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الصلاة والصوم بسبب المرض النفسي

السؤال

أنا شخص أعاني من مشاكل نفسية، وانقطاع عن الصلوات المفروضة والصوم لسنوات كثيرة. أعلم مدى خطورة ذلك، وأحاول تصحيح أخطائي. وأعاني من صعوبة أداء صلاة الجماعة بسبب المشاكل النفسية، إضافة إلى رائحة الفم (تسوس أسنان كامل)، والعجز أو الكسل، ولا أعرف ماذا أفعل! فالاكتئاب والاستسلام لا يتركني، خاصة بعد معرفة أن الصلوات الخمس والسنن ليست فقط الواجبة عليّ، إنما يفترض بي تعويض صلوات أكثر من عشر سنوات.
أرجو الإفادة، قرأت مجموعة فتاوى لكن مسبقًا، وأعلم قيمة الصلاة نفسيًّا وأحبها، ولا يمكنني الاختلاط بالصحبة الصالحة بسبب المشاكل النفسية.
أنا بحاجة ماسة لجواب كافٍ؛ لأن المشاكل تتراكم عليّ، وبعضها يصعب حل بعض.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك العافية، ثم اعلم -هداك الله وعافاك- أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب وأكبر الموبقات، وانظر الفتوى رقم: 130853. فيجب عليك أن تحافظ على صلاتك، وألا تفرط في شيء منها مهما كان هذا شاقًّا عليك؛ فإن المجاهدة الصادقة يتيسر بها العسير -بإذن الله-، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. وأجرك على قدر ما يحصل لك من المشقة والتعب، فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.

وأما الصلوات الفائتة: ففي وجوب قضائها خلاف بين أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 128781. ولا حرج عليك في تقليد من يفتي بعدم لزوم القضاء إذا كان هذا يعينك على الحفاظ على صلاتك في المستقبل وعدم التفريط فيها.

وأما ما يتعلق بمشاكلك النفسية: فننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا بخصوصها، كما ننصحك بالتداوي والذهاب إلى طبيب ثقة علَّ الله تعالى يرفع ما بك من البلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني