الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمهات قد يرين من المصلحة ما لا يراه الأبناء

السؤال

أحببت امرأة، ولكن أمي رفضتها، لأنها بنفس عمري، وأمها لم ترفضني لشخصي، وإنما لأني بعمر ابنتها، ولكن البنت رفضت الابتعاد وهي ترفض كل من يتقدم لها، مع العلم أننا لا نتقابل أنا والبنت، وعلاقتنا شرعية جداً، وقد حاولت إقناع والدتي ولم أستطع، وأنا في حيرة من أمري، لأني قد أكون ظلمت البنت معي، مع العلم أنه ما من مانع ديني يمنع ارتباط الشخص بمن في سنه.
أرجو مساعدتي في إنهاء مأساتي هذه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن بر الأم وطاعتها في غير معصية من آكد الواجبات، وإن عقوقها من أقبح المحرمات، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل: من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم، عن أبي هريرة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين. متفق عليه من حديث أبي بكرة.

فهنيئا لك -أيها الأخ الطيب- بموقفك الديني في علاقتك بالبنت، وصحيح -كما قلت- أنه ما من مانع ديني يمنع ارتباط الشخص بمن هو في سنه، ولكن الأمهات بما جبلن عليه من العطف والحنان، قد يرين من المصلحة لأبنائهن ما قد لا يراه الأولاد أنفسهم.

وعليك -إذا كنت لا ترى غير هذه البنت صالحاً لما تريد- أن تتضرع إلى الله في أوقات الإجابة، بأن يلهمك وأمك المصلحة ويهديكما إلى الصواب، ولتتق الله.. فإن الله تعالى قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً [الطلاق:2-3].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني