الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب عليك التخلص من المال الحرام

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
السؤال هو: جمعت مبلغاً من المال كنت قد جمعته من تجارة فيها المنكر وهي (البيرة أو الخمر) وفيها الحلال مثل المواد الغذائيه طبعا في أمريكا وفتحت محلاً فيه خدمة هاتفية في بلادي.
فما حكم هذا المشروع الجديد؟هل دخله حلال أم حرام؟ وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنك إذا كنت تعلم قدر المال الحرام فالراجح عند أهل العلم أنه يجب عليك التخلص منه، وبقية مالك حلال، قال ابن تيمية في الفتاوى: المال المأخوذ بوجه محرم إذا خلط بمال حلال فالواجب أن يخرج من ذلك القدر المحرم وقدر ماله حلال له أما طريقة التخلص والتوبة من المال الحرام فهي رده إلى من أخذ منه إن وجد، فإن أيس من وجوده أو لم يكن له مالك معين تصدق به عنه، قال ابن العربي في تفسيره: إن سبيل التوبة مما بيده من الأموال الحرام إن كانت من ربا فليردها على من أربى عليه ويطلبه إن لم يكن حاضراً فإن أيس من وجوده فليتصدق بذلك عنه، وإذا التبس عليه قدر الحلال من الحرام فإنه يقوم بتقدير ما يرى أنه حرام، ويحتاط في ذلك حتى لا يبقى في نفسه شك، وأن ذمته برئت من الحرام. وقال ابن مفلِح في الفروع: ومتى جهل قدر الحرام تصدق بما يراه حراماً نقله فَوْرانُ فدل هذا على أنه يكفي الظن، وقاله ابن الجوزي ، وقال ابن العربي في تفسيره أيضاً: فإن التبس عليه الأمر ولم يدر كم الحرام من الحلال مما بيده، فإنه يتحرى قدر ما بيده مما يجب عليه رده حتى لا يشك أن ما يبقى قد خلص له. ومع هذا فإن المسلم دائما مطالب بأن يبتعد عن الشبهات ما أمكن حتى يخرج سالم العرض والدين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني