الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من دل غيره على فيلم تظهر فيه امرأة غير محجبة

السؤال

أخبرت صديقي أن يشاهد فيلما أجنبيا من نوع الأكشن، ولكن ظهرت في هذا الفيلم عدة لقطات لامرأة من غير المحجبات، فهل إذا نظر إليها نكتسب نحن الاثنين ذنبه لأنني من أخبرته بهذا الفيلم؟ وما القاعدة الأساسية في موضوع تحمل ذنوب الآخرين؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنظر إلى غير ما لا يحل النظر إليه من المرأة حرام؛ كما بينا بالفتوى رقم: 36915، وتوابعها.

وعلى هذا فكان الواجب ألا تدله عليه، أو أن تحذره من النظر إلى المرأة إن غلب على الظن أنه يمتثل ذلك، ومع عدم ذلك، فنخشى على صديقك من إثم النظر، وعليك من إثم الدلالة على المحرم ـ إن كنت تعلم أنه مشتمل على هذا المحرم ـ وأما مع عدم العلم فنرجو أن تكون معذورا.

لا سيما مع عدم الحاجة إليه، فهو فيلم ترفيهي، ويمكن الترفيه عن النفس بغيره مما يسلم من المنكرات بخلاف بعض المقاطع التعليمية أو الإخبارية المحتاج إليها، فقد يُرخص فيها في الشيء اليسير التابع؛ كما بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 310342، 293947، وتوابعها.

والقاعدة أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولكن نفس الدلالة على محرم هو من اكتساب النفس، وأوزارها التي تحاسب عليه؛ فالدلالة على الإثم إثم؛ كما بينا بالفتوى رقم: 301204.

وعلى هذا، فالواجب أن تنصحه بالكف عن النظر إلى هذه المحرمات؛ فإن امتنع فالحمد لله، وإن أصر فنرجو ألا يكون عليك تبعة؛ كما بينا بالفتوى رقم: 70789.

ثم ننبهك على أنه ما كان ينبغي لك أن توجهه لمشاهدة فيلم في أقل أحواله مضيعة للوقت، والعمر، ولا فائدة فيه، مع أنه يندر أن تسلم الأفلام من منكرات أخرى، فينبغي للمؤمن أن يحافظ على وقته الذي هو رأس ماله في الحياة؛ فإنه مسؤول عنه يوم القيامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني