الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة العدد في صلاة الجماعة أحب إلى الله

السؤال

نحن نعمل بشركة، فننتظر بعضنا في الوضوء لكي نصلي جماعة، ولكن هناك شخص إذا توضأ لا ينتظر أحدا، ويصلي ولو مع شخص واحد جماعة، على الرغم من أننا ننتظره إذا تأخر في الوضوء. ماذا نقول لهذا الشخص؟ وهل هو على حق؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن انتظار الشخص المشار إليه للجماعة أولى من صلاته مع شخص واحد، وذلك أنه كلما كثرت الجماعة زاد الثواب، كما يدل عليه حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ, وَصَلَاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ, وَمَا كَانَ أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ -عز وجل-». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. كما أن مِنَ الفقهاء من يرى وجوب صلاة الجماعة على الرجال ولو في غير المسجد، فلا يجوز -على قولهم- للرجل أن يصلي وحده وهو قادر على أداء الصلاة في جماعة، فينبغي تذكيره برفق بفضل صلاة الجماعة، وأن ثوابها يكثر كلما كانت الجماعة أكثر، فإن أصرّ على الصلاة وحده أو مع شخص واحد لغير سبب مع إمكانية المزيد من الجماعة، فقد أديتم النصيحة، وصلاته صحيحة مجزئة، ولا ينبغي أن يكون هذا الاختلاف بينكم عامل هدم للإخوة الإيمانية، لا سيما أن كثيرًا من العلماء لا يرى وجوب صلاة الجماعة، فقد يكون الرجل مقلدًا لقولهم، فلا ينبغي التشديد في الإنكار عليه.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني