الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يترتب على الإخلال في الصلاة

السؤال

عمري 22 سنة، وكل صلواتي كنت مجبرا عليها.... ولا أقرأ فيها، ولا أقرأ فيها التشهد الأول ولا الثاني، وأود أن أكون إمام مسجد، وقد اعتمرت قبل أسبوع، وسأحج هذه السنة، وقد تركت مرات صلاة الجمعة، وسمعت أن من اللازم أن أعيد إسلامي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الهداية، ثم اعلم ـ هداك الله ـ أن ترك الصلاة إثم عظيم وذنب جسيم، وكذا تعمد ترك ركن من أركانها كتعمد ترك قراءة الفاتحة أو ترك التشهد الأخير، أو تعمد ترك واجب من واجباتها كتعمد ترك التشهد الأول عند من أوجبه، فكل هذا من كبائر الذنوب فضلا عن كونه من مبطلات الصلاة، ولكن ترك الصلاة لا يخرج من الملة في قول جمهور أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 130853.

وبخصوص تعمد ترك صلاة الجمعة راجع الفتوى رقم: 119816.

فعليك أن تتوب إلى الله توبة صادقة، ولا يلزمك تجديد إسلامك، ولكن يلزمك أن تحافظ على عباداتك وما افترضه الله عليك خاصة الصلوات الخمس في أوقاتها، فتؤديها مستوفيا شروطها وأركانها وواجباتها غير مخل بشيء من ذلك وجاهد نفسك على الاستقامة واحملها على طاعة الله تعالى، فمتى علم الله منك صدق النية والحرص على التقرب إليه فإنه سيهديك ويوفقك ويأخذ بناصيتك إلى الخير، مصداقا لقوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

واجتهد في الدعاء وأكثر منه، فإنه من أعظم أسباب التوفيق، واصحب أهل الخير الذين يذكرونك بطاعة الله تعالى ويعينونك عليها، واحضر مجالس العلم وحلق الذكر وخذ بما أمكنك من أسباب الاستقامة محسنا ظنك بالله، عالما أنه لن يخيب سعيك ولن يطردك عن بابه إن أنت صدقت في اللجأ إليه والإقبال عليه، نسأل الله أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني