الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل المباح ينقلب إلى عبادة بالنية

السؤال

ما مدى صحة عبارة "العمل عبادة" مع الأدلة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان المقصود بالسؤال العمل الوظيفي ففيه تفصيل:
أولًا: إذا كان العمل في ذاته قربة من القربات كتعليم العلم الشرعي والإمامة والأذان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونوى الإنسان بهذا العمل التقرب إلى الله مع ابتغاء الرزق الحلال فهو مثاب على ذلك إن شاء الله وعمله عبادة.
ثانياً: أن يكون العمل من المباحات كتدريس العلوم الدنيوية المباحة، وكعمل الطبيب والمهندس والتاجر وغيرهم إذا خلا من الحرام، فهذا العمل إذا صاحبته نية الإحسان إلى المسلمين، أو التزود من المال الحلال لإعفاف النفس والقيام على الذرية، وغير ذلك من النيات الصالحة، فهو عبادة كذلك.
وهذه فائدة عامة صحيحة أن المباح ينقلب طاعة وعبادة بالنية، وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وفي بضع أحدكم صدقة " قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر" رواه مسلم.
ثانياً: أن يشتمل العمل على أمر محرم كالعمل في البنوك الربوية والمراقص وأما كن الفساد، والتجارة المشتملة على الربا أو الغرر أو الغش والخداع ونحو ذلك مما هو محرم في الأصل أو جامعه الحرام فهذا ليس عبادة قطعاً، بل هو حرام يجب الإقلاع عنه، والتوبة منه.
وبهذا التفصيل يعلم أنه لا يصح إطلاق القول بأن العمل عبادة، بل منه ما هو محرم، ومنه ما هو عبادة ومنه ما هو مباح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني