الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً

السؤال

أشتغل في شركة ملابس، ولي زميلة أحبها أكثر من نفسي، ولست قادرا على نسيانها، وأتعذب بمجرد التفكير في أنها لن تكون من نصيبي فطلبت منها أن أتقدم لها، فقالت إنها لا تفكر في الارتباط الآن، فصليت صلاة الاستخارة قبل أن أكلم صاحبتها، وأحسست أنها غير موافقة وأدعو ربنا إن كانت ستكون من نصيبي أن يحصل كذا، فيحصل فعلا، فهل هذه علامة من ربنا فعلا؟ أم هو اعتداء في الدعاء؟
وما معنى قول سيدنا زكريا: رب اجعل لي آية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبهك أولاً إلى أنّ التعارف بين الشباب والفتيات في أماكن العمل أو غيرها، باب شر وفساد، فالواجب الحذر من التهاون في هذا الباب، ومن أعجبته امرأة وأرادها زوجة، فالطريق الصحيح أن يأتي البيوت من أبوابها، فيخطبها من وليها، فإن أجابه فبها ونعمت، وإن قوبل بالرفض انصرف عنها، وانظر الفتويين رقم: 110476، ورقم: 1932.

وعليه؛ فما دامت المرأة لم تقبل خطبتك، فلا تشغل قلبك بها وابحث عن غيرها وبادر بالزواج لتعف نفسك، وأمّا بخصوص الدعاء بحصول بعض العلامات على تحقق المطلوب: فهذا غير مشروع، وما طلبه نبي الله زكريا ـ عليه السلام ـ من العلامة فقد كان بعد بشارة الملائكة له بالولد ليطمئن قلبه، جاء في تفسير الطبري: وقوله: قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ـ يقول تعالى ذكره: قال زكريا: يا ربّ اجعل لي علما ودليلا على ما بشَّرَتني به ملائكتك من هذا الغلام عن أمرك ورسالتك، ليطمئنّ إلى ذلك قلبي.

وقال ابن كثير رحمه الله: قال رب اجعل لي آية ـ أي: علامة ودليلا على وجود ما وعدتني، لتستقر نفسي ويطمئن قلبي بما وعدتني، كما قال إبراهيم عليه السلام: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ـ الآية {البقرة: 260}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني