الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤية الشرعية في الخروج من بلد تفشى فيه الوباء

السؤال

أنا مواطن أردني أعيش في الصين وكما سمعتم أنه ينتشر عندنا المرض المعروف بالسارس وعليه فقد قام أئمة المساجد بوقف صلاة الجمعة علما بأن الوضع ليس في تلك الخطورة ولا يوجد في المدينة سوى مسجدين وعدد السكان فيها يقارب ستة ملايين فهل تجوز لنا مغادرة البلاد علما بأن المرض لم يصل إلى درجة الطاعون؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالخروج من الأرض التي حل بها وباء أو البلاد الوخمة جائز، وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم للرعاء الذين استوخموا المدينة أن يتنزهوا إلى المسرح فيكونوا فيه حتى يصبحوا، وإنما اختلف العلماء في البلاد التي نزل بها الطاعون، هل يجوز الخروج منها والدخول إليها أم لا؟ فالذي عليه الأكثر أن الفرار من البلد الذي به الطاعون حرام، وكذلك القدوم عليه. ومن العلماء من جوز ذلك وهو مشهور مذهب مالك. على أن المنصوص بالخروج خروج الفرار من قدر الله، لكن لو خرج بقصد التداوي فجائز، قال ابن حجر الهيتمي: والحاصل أن من خرج لشغل عَرَضَ له أو للتداوي من علة به أو غيره، فلا يختلف في جواز الخروج له لأجل ذلك. ومما ينبغي التنبه له أنه قد حكي الإجماع على جواز الفرار من أرض وباء غير الطاعون. قال ابن حجر الهيتمي: وخرج بالفرار من محل الطاعون الفرار من أرض الوباء، فإنه جائز بالإجماع كما قاله الجلال السيوطي. انتهى الفتاوى الفقهية. فعلم من هذا أن اختلاف العلماء في حرمة أو جواز الخروج من بلد أو الدخول فيه إنما هو في الطاعون لا في سائر الهلاك، فالطاعون أخص من الوباء، وله أحكام تخصه ليس هذا محل بسطها، وانظر الجواب رقم: 31701. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني