الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الرجل الصلاة في المسجد الذي مُنِع من الإمامة فيه

السؤال

شكرًا على ما تقدمونه لخدمة الدين الإسلامي، في مسجد قريتي لا يوجد إمام معيَّن من قبل الأوقاف، بل يخرج من يريد، فنجد من يلحن في القراءة في سورة الفاتحة، أو يخرج من لا يعلم هيئات الصلاة ـ أذكر شخصا يمسح وجهه بدلًا من رفع اليدين بعد الركوع، وعندما يقنت في الفجر ويقول: ربنا قنا شر ما قضيت يمد يده وكأنه يبعد شيئًا، والكثير من البدع الأخرى، وجدت في نفسي أحقية بالإمامة، وليس غرورًا، فأنا خاتم للقرآن تجويدًا، وصوتي أقل من المتوسط وأحاول تحسينه، وطالب للعلم الديني بالأزهر، قمت بالتحدث مع أحد المشايخ الكبار في المسجد، فجعلني أخرج إمامًا، واستمر الحال لبعض الأيام، وفي أحد الأيام بعد الصلاة قام رجل وقال لا تخرج يوجد من هو أكبر منك ـ ومازال عمري 16 ـ ولا نريدك أن تخرج علينا، وأمرني بعدم الإمامة مجددًا، فحزنت جدًا إلى درجة أنني كنت سأبكي، ولم أستطع الرّد عليه أو التبرير، وقررت في نفسي أن لا أصلي في هذا المسجد مجددًا، بسبب الإهانة التي تعرضتُ لها، حتى وإن كنت سأصلي في مسجد بعيد بالقرية المجاورة. أعلم أن الأحق بالإمامة الأقرأ لكتاب الله، فبعد هذه الفعل الذي تعرضت له هل تجب علي الصلاة في مسجد آخر أو ترك الإمامة؟ وهل فعل هذا الرّجل صحيح؟ علمًا بأنني شعرت أنَّ هنالك بعض الأشخاص كانوا يوافقونه، لكن أغلبية الناس قد رحبوا بخروجي إمامًا أو هكذا كانوا يظهرون.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهون عليك أيها الأخ الكريم، واعلم أن ما فعله هذا الرجل خطأ، فإذا كنت أقرأ الجماعة، فأنت الأولى بالإمامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. أخرجه مسلم.

لكن إن كان تقدمك للإمامة تنشأ عنه فتنة وشر فتأخر مراعاة لمصلحة الجماعة، وصلِّ خلف من يتقدم للإمامة إذا كان يحسن الصلاة، وأما من يلحن في القراءة: فحكم الصلاة خلفه مبين في الفتوى رقم: 113626.

ولا تترك الصلاة في هذا المسجد لأجل هذا الحادث العارض مادام هذا مسجد قريتك، فإن الأولى أن يصلي الشخص في المسجد الذي يليه، لئلا يساء به الظن، وإن أمكنك أن تكلم هذا الرجل والجماعة المعترضين بلين ورفق، وتبين لهم أن السنة تقدمك أنت لكونك أقرأ الجماعة، فافعل، وإن كان في ذلك مفسدة فتريث إلى أن يتيسر تقدمك بلا مفسدة، هذا ونحذرك من حب التصدر والإمامة والرغبة في الظهور، فإن ذلك قد يقدح في الإخلاص، وليكن باعثك على الرغبة في إمامة المصلين تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره بأن يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني