الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من كفر من ليس بكافر فقد ارتكب خطأ عظيما

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فقد كفرت واحداً اعتقادا مني أنه مشرك ولكن تبين لي غير ذلك فماذا علي؟ وهل مشائخ الصوفية كفار؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالإقدام على تكفير المسلم أمر خطير، وزلل عظيم، ويكفي في بيان خطورة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه. رواه مسلم. وروى الترمذي: ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله. وروى أحمد: من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما. قال ابن تيمية: وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط، حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشك. وليعلم أن الكفر حكم شرعي، والكافر من كفره الله ورسوله. قال ابن الوزير: إن التكفير سمعي محض، لا مدخل للعقل فيه، وإن الدليل على الكفر لا يكون إلا سمعيا قطعيا، ولا نزاع في ذلك. وبهذا تعلم أنك إن كنت كفرت من ليس بكافر، فقد ارتكبت خطأ كبيرا، وتجب عليك التوبة والندم والاستغفار والعزم على عدم العود، وأما هل مشايخ الصوفيين كفار؟ فهذا ليس إليك، ولا يستقيم أن تشغل نفسك به، فإن المسلم إذا ارتكب فعلا يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها، وكان يحتمل عدم الكفر من وجه واحد، فاحمله على الأخير، لأن التكفير مزلة أقدام ومدحضة أفهام، ومشايخ الصوفية الأصل فيهم الإسلام حتى يثبت خلافه، وهم ليسوا سواء، منهم المبتدع، ومنهم الزنديق الغالي، ولا يمكن إطلاق حكم عام لكل منتسب إلى الصوفية، وراجع الفتوى رقم: 322. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني