الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجاب دعوة من يتاجر بالمخدرات

السؤال

معلم يدرس بالبادية أحيانا يستدعى إلى بعض أولياء التلاميذ لتناول الطعام عندهم علما بأن هولاء الناس مصدر رزقهم من المخدرات بحيث إذا لم يستجب لدعوتهم سوف يقولون بأنه متكبر لا يرضى أن يأكل معهم هل هذا العمل حلال أم حرام؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا أحدكم أخاه فليجب، عرسا كان أو نحوه. وفي الصحيحين عن البراء رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع وذكر منها: ..وإجابة الداعي. قال في عون المعبود: وبهذا احتج من ذهب إلى أنه تجب الإجابة للدعوة مطلقا... ومنهم من فرق بين وليمة العرس وغيرها. وعلى هذا.. فينبغي لك أن تلبي دعوة هؤلاء القوم، ويكون ذلك بنية الدعوة إلى الله تعالى، ومد جسور التواصل لتحصل الألفة والمودة والثقة، فيعلموا أنك غير متكبر، ومن خلال التواصل تستطيع أن تنبههم على أخطائهم وتنصحهم، وتبين لهم أن بيع المخدرات وتناولها لا يجوز شرعا. فإذا كنت تأمل فيهم الخير فلا يمنعك من مواصلتهم وإجابة دعوتهم والأكل من طعامهم أن مالهم مختلط بالحرام، فهذا لا يمنع من إجابة الدعوة على الراجح من أقوال العلماء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يتعاملون مع الكفار واليهود، وربما أكلوا من طعامهم، ولا شك أن مالهم مختلط بالحرام. ولتفاصيل هذا الموضوع وأدلته وأقوال العلماء فيه نحيلك إلى الفتوى رقم: 6880. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني