الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين طاعة الوالدين والوفاء بوعدك للفتاة أفضل

السؤال

وعدت فتاة بالزواج منذ تسع سنوات وهي طيلة هذه المدة ترفض كل من تقدم إليها للزواج آملة أن أتزوج بها بعد أن أجد العمل والمسكن، واليوم والداي يرفضان تماما أن أرتبط بهذه الآنسة بدعوى أنها أكبر مني سنا، فهل أطيع والدي وأترك تلك الفتاة التي انتظرتني للضياع أم أفي بوعدي رغم معارضة الوالدين القاطعة؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الوفاء بالوعد مأمور به شرعاً ومحمود طبعاً، وهو من صفات الأنبياء وشيم الصالحين، قال الله تعالى عن إسماعيل عليه السلام: إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ [مريم:54]، وقال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم:37]. وأما إخلاف الوعد فإنه من صفات المنافقين التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها، فإذا كان الوفاء بوعدك لهذه المرأة يتعارض مع طاعة والديك وبرهما، فإن طاعة الوالدين وبرهما فرض يجب تقديمه على الوفاء بالوعد الذي هو مستحب عند جمع من أهل العلم. والذي ننصحك به هو طاعة والديك ومحاولة إرضائهما، وإن استطعت التوفيق بين طاعتهما والوفاء بوعدك فبها ونعمت، وإلا فإن بر الوالدين مقدم، وبطاعتهما وبرهما ييسر الله لك الأمور ويعوضك خيراً مما تركت طاعة لله تعالى في بر والديك، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 6563. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني